يعكس دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية رؤيةً حديثةً ومبتكرةً لمستقبل التعليم من شأنها دعم ممارسات التعلّم والتدريس، ومع ذلك، يواجه بعض المعلّمين تحدياتٍ في الاستجابة للتحوُّل الرقميِّ والتعامل معه بالشكل الصحيح.
نناقش في مقال اليوم مواقف المعلمين من دمج التكنولوجيا في التعليم، ومبررات من يرفضه، ويسلط الضوء على تحديات استخدام التكنولوجيا في التعليم، وكيفية التعامل مع رافضي هذا الدمج التكنولوجي.
مواقف المعلمين من دمج التكنولوجيا في التعليم
ينقسم المعلمون ما بين مؤيدٍ للدمج التكنولوجي في قطاع التعليم ورافضٍ له. ونستعرض في هذه السطور وجهتي النظر لامتلاك صورة كاملة قدر المستطاع.
المؤيدون
يرى المؤيدون أن التحول الرقمي في القطاع التعليمي يجلب معه العديد من الٱثار الإيجابية، بدءاً من توفير وسائل تعليميةٍ مبتكرة، وتعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى المتعلمين، وصولاً إلى توفير تربة تعليم تراعي الاحتياجات المختلفة المتعلمين.
المعارضون
أما رافضي هذا الدمج، فتتملّكهم مشاعر الخوف والقلق من تأثيرات التكنولوجيا على التفاعل والتواصل داخل الصفوف، وأيضاً انتباه المتعلمين الذي سيؤثر حتماً على تحصيلهم العلمي والأكاديمي، والأهم الحاجة إلى التأهيل والتدريب الكافي للمعلمين على استخدام هذه التكنولوجيا باعلى درجات الكفاءة.
ولكن لأن التكنولوجيا فرضت نفسها على عصرنا -شئنا أم أبينا- فسنضيء أكثر على حجج من يرفض هذا الدمج، ثم نضع اقتراحات للتعامل معهم، انطلاقاً من رؤيتنا في نيوفيرسيتي أن التكنولوجيا هي لغة العصر، ورفضها ما هي إلا محاولة فاشلة للوقوف أمام الإعصار.
مبررات وحجج رافضي دمج التكنولوجيا في التعليم
استناداً إلى خبرتنا الطويلة في مجال العمل عن بعد، والشراكات مع عدد كبير من المؤسسات التعليمية لمساعدتهم في إدخال التكنولوجيا إلى أعمالهم، يمكننا حصر المبررات لمن يرفض دمج التكنولوجيا في 5 نقاط رئيسية:
1- الخوف من التغيير
يخشى المعلمون من أن التغيير الذي ينطوي على دمج التكنولوجيا في التعليم قد يؤدي إلى استبدالهم بأجهزة الحواسيب، وتقليص دورهم في الفصل الدراسي.
2- نقص المعرفة وعدم القدرة على استخدام التكنولوجيا
يتردد المعلمون في تبنّي التكنولوجيا بسبب افتفارهم إلى المهارات والمعرفة الكافية للتعامل مع أدواتها بالشكل الصحيح. ويجدون التنوع الكبير في التكنولوجيا المتاحة أمراً مرهقاً ومشتتاً لهم، ولا سيما في البداية مع غياب التدريب اللازم لاختيار المناسب وتعلُّم كيفية استخدامه داخل الصفوف.
3- المخاوف بشأن سلامة المتعلمين وخصوصياتهم
يتمحور اهتمام المعلمين بشأن استخدام التكنولوجيا في الفصل الدراسي حول سلامة المتعلمين وخصوصيتهم عبر الإنترنت. فهم قلقون من خطر جمع البيانات الشخصية لهم واستخدامها بأشكال غير قانونية.
4- الشكوك حول فعالية التكنولوجيا في التعليم
يعتبر المدرسون أن تبنّي التكنولوجيا في فصولهم الدراسية قد تكون مضيعةً للوقت؛ لكونها لا تحلّ محل التفاعل البشري المباشر الذي يحدث بين المعلم والمتعلم.
5- التكنولوجيا إلهاءٌ للطلاب
يرى المعلمون أن التكنولوجيا تشكلّ مصدر إلهاءٍ عن التدريس الحقيقي، فالمتعلمون يولون اهتماماً أكبر لاستخدام التكنولوجيا بدلاً من التركيز على عملية التعلمّ. وهذا يشكل وقتاً ضائعاً يمكن أن يُستغل بشكلٍ أفضل في الدروس الأكاديمية. فضلاً عن التأثير السلبي للتكنولوجيا على بيئة الفصل الدراسي وتشتيت انتباه الطلاب؛ ولذلك نقترح عليك تطبيق استراتيجية التلعيب –أحد أهم خدماتنا في نيوفيرستي– لكسب متعلميك
اطلع أيضاً: التلعيب في التعلم الإلكتروني
تحديات توظيف التكنولوجيا في التعليم
ورغم أن العديد من المؤسسات التعليمية تطبق تكنولوجيا التعليم، وبدأ فعلاً بتبني هذا التوجه، ولكن تواجههم العديد من الصعوبات التي تجعل هذا التحول ليس سهلاً.
أبرز هذه الصعوبات:
1- الميزانية
تعد قيود الميزانية والتمويل عائقاً رئيسياً أمام جهود المعلمين والإداريين لتوفير التقنيات التكنولوجيا في التعليم التي تتطلب تكاليف عاليةً مثل توفير أجهزة وتمويل جلسات تدريبية لكوادرها.
2- نقص التدريب المهني
تواجه التكنولوجيا التعليمية تحدياتٍ في التدريب، حيث يحتاج المعلمون إلى تعلمّ استخدام الأدوات الجديدة وتدريب المتعلمين على استخدامها.
3- ضعف البنية التحتية للشبكة
إنّ توفير أجهزة الكمبيوتر المحمولة وحدها للمتعلمين لن يكون له أيّ تأثير إذا لم تتوفر البنية التحتية للشبكة اللازمة لدعمها. وتشتمل هذه البنية التحتية على شبكة WiFi سريعةٍ عالية الجودة في المدرسة والمنزل، مع ضمان خصوصية البيانات وأمانها، وتوفير وصول الطلاب إلى الموارد الرقمية.
4- الافتقار إلى الاجهزة والبرامج الموثوقة
عدم توفّر بنيةٍ تحتيةٍ قويةٍ ونقص الأجهزة والبرامج الموثوقة يشكلان عقباتٍ رئيسيةٍ أمام دمج التكنولوجيا في التعليم. فيمكن للأجهزة غير الموثوقة أن تسبب صعوباتٍ في الوصول إلى التكنولوجيا وتعطّل الطلاب عن المشاركة في الدروس والاختبارات. إضافةً إلى التحديات التقنية التي تواجه المدرسة في إدارة الاختبارات وتوفير أداء فني موثوق للتكنولوجيا التعليمية.
5- رفض المزيد من التكنولوجيا
يواجه تطبيق التكنولوجيا في التعليم تحدياً آخر وهو عدم استعداد العديد من الإداريين لاعتمادها على الفور. وتختلف أسباب ذلك بين اعتباراتٍ ماليةٍ إلى عدم تحديد فوائدها التعليمية بشكلٍ جيدٍ حتى الآن. وهذا يجعل من الصعب تحديد المجالات التي يمكن أن تساعد فيها التكنولوجيا في رفع درجات الاختبار أو تعزيز المقاييس الأخرى.
اطلع أيضاً: أهم المهارات الرقمية في قطاعي التعليم والتدريب
خطوات التعامل مع رافضي التكنولوجيا
للتعامل مع رافضي دمج التكنولوجيا في التعليم، يُنصح العمل على هذين الجانبين بالتوازي:
1- التعريف بإيجابيات وميزات دمج التكنولوجيا في التعليم
يمكنك البدء مع من يعارض التكنولوجيا بالفوائد التي سيجنيها من الاستفادة من التكنولوجيا في قطاعاتهم التعليمية، وأهمها:
توفير تجربةٍ تفاعليةٍ أفضل أثناء عملية التعلّم والتعليم
مع إدخال الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر في التعليم، أصبح المتعلمين أقدر على التعلّم بنشاطٍ وإنتاجيةٍ بطرق لم تكن متاحة من قبل عن طريق وصولهم إلى مواد تعليميةٍ مثيرةٍ للاهتمام من خلال التطبيقات ومقاطع الفيديو والمحاكاة والكتب الرقمية
وصول غير محدود للمعلومات
توفّر التكنولوجيا فرصةً لوصول المتعلمين إلى أحدث الأبحاث والموضوعات ببضع نقراتٍ عبر الإنترنت. يعني ذلك إمكانية التعمُّق والبحث في المحتوى التعليمي. هذه الممارسة تعزز قدرات المتعلمين على البحث عن المعلومات وكيفية تقييمها واستخدامها.
محو الأمية الرقمية
من خلال تطبيق التكنولوجيا كجزءٍ لا يتجزأ من التعليم، يُمنح الطلاب الفرصة لمواكبة اتجاهات التعلّم واكتساب المهارات التكنولوجية الرقمية المطلوبة بشدة. هذا النوع من التعلّم يعتبر مفيداً للمتعلمين ويقلل من الفجوة الاجتماعية بين المتعلمين رقمياً والأميين.
التقليل من تكاليف التعليم
مع إدخال التكنولوجيا في التعليم، أصبح الوصول إلى الموارد أكثر سهولة؛ ما يعني انخفاض في الرسوم الدراسية، والحاجة إلى الكتب واللوازم المدرسية. فالكتب الإلكترونية سهلت الأمور على الأُسر ذات الدخل المنخفض، وسهّلت التعليم على المتعلمين.
2- تدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا
يمكن للمؤسسات التعليمية أن تخلق بيئةً مهيئة لدمج التكنولوجيا بفعاليةٍ في الفصل الدراسي، وتعزز تجربة التعلُّم للمتعلمين. من خلال اتخاذ عدة خطواتٍ لتطوير مهارات وثقة المعلمين في استخدام التكنولوجيا، وهي:
التدريب
يمثل التدريب المتكرر المُواكب للتطورات التكنولوجية أساساً لنجاح المعلمين في دمج التكنولوجيا في التعليم. لذا احرص على توفير التدريب اللازم لمساعدة نفسك ومعلميك في تحسين أساليب التدريس وتكييفها للاستفادة القصوى من التكنولوجيا في ضوء احتياجات ومستويات المهارات لأعضاء هيئة التدريس.
التعاون
يعدّ التعاون مع المعلمين الأكثر خبرةً والتعلّم منهم أمراً حيوياً للمعلمين المؤهلين حديثاً من أجل تطوير مهاراتهم وتحقيق التقدم المهني لهم.
توفير الدعم
يبعث تأمين نظام دعمٍ فعّالٍ للمعلمين في نفوسهم الثقة والشعور بالأمان، وينعكس ذلك على أداء مهامهم بثقةٍ دون خوف من التكنولوجيا مع وجود فريق دعم فني قوي لتدريبهم وتعريفهم بكيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا ومعالجة مشكلاتها.
التقييم والتطوير
يتطلب تحفيز المعلمين على استخدام التكنولوجيا في فصولهم الدراسية تكريس الجهود للتواصل المنتظم معهم، وتقديم الدعم اللازم. ومساعدتهم في تحسين استخدام التقنيات التكنولوجية. مع تنظيم ورش عملٍ مستمرةٍ لتعزيز تطوير مهاراتهم في هذا المجال.
اطلع أيضاً: التمكين الرقمي في قطاعي التعليم والتدريب
خدمات نيوفيرستي في دمج التكنولوجيا في التعليم
- توظيف خدمات الأتمتة وإدارة المهمّات في الأجزاء الروتينية من العملية التعليمية.
- تدريب الفريق وتطوير مهارات الإشراف والقيادة والمتابعة الرقمية.
- توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية والتدريبية.
- رفع إنتاجية الفرق ضمن المؤسسات التعليمية، ودمجهم مع عملية التحول الرقمي.
نيوفيرسيتي الشريك الأمثل للمؤسسات التعليمية في الوطن العربي
نفخر في نيوفيرستي بشراكاتنا الناجحة مع العديد من المؤسسات التعليمية الهامة في دول عربية مختلفة، ومساعدتها في خطتها نحو دمج التكنولوجيا في التعليم، وإدارة عملية التحول الرقمي، وتأهيل كوادرها الإدارية والتعليمية للتعامل مع التكنولوجيا بطريقة فعالة تزيد من إنتاجياتهم وترفع من سوية التعليم لديهم، وكان لهم ما طلبوا بفضل كوادرنا المؤهلة وخبرتنا الواسعة في عالم التحول الرقمي.
ختاماً، إذا كنت تريد دمج التكنولوجيا في مسارك المهني سواء على المستوى الشخصي أو المؤسساتي، فاحرص على تطوير مهاراتك وكفاءتك الرقمية، والانضمام إلى شبكات تتشارك معك هذا التوجه؛ واعمل جاهداً على التكلم بلغة العصر ولا تكون معارضاً له فتخرج من الساحة. والآن، ما رأيك عزيزي القارئ أن تشاركنا موقفك من دمج التكنولوجيا في التعليم، وما هي أسبابك وراء هذا الموقف؟
مصادر للاطلاع
- https://medium.com/teachers-on-fire/reasons-teachers-are-hesitant-to-adopt-technology-in-the-classroom-5ef9d48ed144
- https://files.eric.ed.gov/fulltext/EJ1105117.pdf
- https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1877042812014310
- https://wpgc.io/the-7-greatest-challenges-facing-education-technology-today/
- https://www.allisonacademy.com/students/education/technology-in-education/advantages-and-disadvantages-of-technology-in-education/
- https://www.stonegroup.co.uk/blog/5-things-you-can-do-to-motivate-your-teachers-to-use-technology/