حدد موقعك تكنولوجياً!!! في عصرٍ يتطور بسرعة مخيفة فرضت فيه التكنولوجيا سطوتها على مفاصل الحياة بأكملها؛ بات من الضروري أن تكون في المشهد وخاصة في مجال التعلم الذي يعد نقطة الانطلاق إلى عوالم مختلفة للمستقبل كل حسب وجهته.
فهل سمعت عزيزي القارئ عن استراتيجية KWL في التعلم؟؟ لاداعي للقلق!! فنحن هنا لنبقيك في قلب الحدث، ونعرفك في مقال اليوم عن استراتيجية جدول التعلم KWL، مكوناتها، مهاراتها، أهمية تطبيقها، وأساليبها، وغيرها من المعلومات المتعلقة بهذه الاستراتيجية الحديثة في التعلم.شارك معنا المعرفة في السطور التالية:
ما هي استراتيجية جدول التعلم KWL؟
استراتيجية جدول التعلم KWL أو استراتيجية الجدول الذاتي، والذي تم إنشاؤها في عام 1986 من قِبل دونا أوجل، و تعتبر إحدى استراتيجيات ما وراء المعرفة المستخدمة في التعلم البصري. تهدف إلى تعزيز التفاعل النشط للطلاب مع المادة التعليمية.
تقسم العملية إلى ثلاثة أقسام أساسية:
- “Know” تمثل ما يعرفه الطالب,
- “Want to “know لما يريد أن يعرفه،
- Learned” لما تعلمه .
يسمح هذا النهج للمتعلمين بتنشيط معارفهم السابقة، وتحديد واستكشاف الفجوات المعرفية الخاصة بهم، وأخيرًا، تقويم وتلخيص ما اكتسبوه من معارف ومهارات جديدة.
مكونات استراتيجية جدول التعلم
لتصميم استراتيجية فعالة خاصة بك ، لابد من معرفة مكوناتها التي تساهم في تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة بكفاءة. هذه المكونات تشمل:
تحديد الأهداف:
يبدأ جدول التعلم بتحديد واضح للأهداف التعليمية يُراعى فيها أن تكون قابلة للقياس، ومحددة، ومرتبطة بنتائج التعلم المرجوة.
تقسيم المحتوى:
يركز هذا التقسيم على التسلسل المنطقي للمادة الدراسية مع مراعاة مستوى الصعوبة والتدرج فيها حسب المستوى.
استراتيجيات التعلم:
يتطلب هذا المكون تحديد استراتيجية التعليم المناسبة كاختيار أحد الأساليب التعليمية مثل التعلم النشط، التعلم التعاوني، أو التعلم القائم على المشاريع.
التكنولوجيا والموارد التعليمية:
يشمل هذا المكون تحديد الأساليب والأدوات التعليمية المساعدة لتوظيفها في العملية التعليمية كالأدوات الرقمية، والمنصات التعليمية، والمواد التعليمية المتنوعة التي تعزز التفاعل والتعلم العميق لدى المتعلمين.
التقييم والتغذية الراجعة:
تحتاج استراتيجية جدول التعلم إلى تحديد عناصر وطرق التقييم المناسبة لقياس وتقييم أداء المتعلمين والمعلم، ومدى تحقيق الأهداف التعليمية، ومتابعة المعلم للمتعلمين وتقديم الدعم والتوجيه اللازم لهم.
مهارات استراتيجية KWL
لتحقيق أفضل النتائج باستخدام استراتيجية جدول التعلم؛ لابد من توفر مهارات استراتيجية مرتبطة بكل قسم من أقسامها. لنتعرف معاً إلى هذه المهارات التي تساعد جداول التعلم في تطويرها:
- تقييم المعرفة الشخصية والوعي الذاتي
- البحث وطرح الأسئلة.
- التفكير النقدي والتحليلي
- التعاون والتواصل
- المرونة الذهنية
- التعلم الذاتي
- حل المشكلات
- تنظيم وربط المعلومات
أهمية تطبيق استراتيجية KWL
مما لاشك فيه أن تطبيق هذه استراتيجية جدول التعلم يحمل أهمية كبيرة في العملية التعليمية لعدة أسباب. جمعنا لك أهمها:
- تنشط المعرفة السابقة وتعزز الصلة بين المعلومات الجديدة والخبرات السابقة.
- تعزز مهارات الاستقصاء والبحث من خلال تشجيع المتعلمين على تحديد ما يرغبون في معرفته.
- تحسن التفكير النقدي والتحليلي من خلال التفكير بما استفاد منه المتعلمون.
- تعزز الدافعية والمشاركة لدى المتعلمين عند تكليفهم بأدوار في عملية التعلم.
- تسهل التقييم الذاتي والتفكير الذاتي من خلال التفكير في كيفية تعلمهم وما يمكنهم تحسينه في مستقبل عملية التعلم.
- تعزز التعلم المستمر بتشجيع المتعلمين على تحديد ما يريدون معرفته، مما يحفزهم على البحث الدائم.
- تحسن الاحتفاظ بالمعلومات من خلال ربط المعلومات الجديدة بالمعرفة السابقة وتقييم ما تم تعلمه.
أساليب استراتيجية جدول التعلم
تتعدد أساليب استراتيجية جدول التعلم حسب الغاية منها لضمان فعالية هذه الاستراتيجيات، لذا من المهم تطبيق أساليب متنوعة تلبي احتياجات المتعلمين المختلفة، وتعزز بيئة تعليمية ديناميكية وتفاعلية. إليك بعض الممارسات التي يمكنك تطبيقها عند اختيارك لاستراتيجية جدول التعلم KWL:
1. التعلم المتمايز
يركز التعلم المتمايز -بصورة أساسية- على التنوع في مستويات المتعلمين وأساليب تعلمهم، مقدمًا مواد وأنشطة متنوعة تلائم احتياجاتهم الفردية، ويشمل تقديم تعليمات مختلفة بناءً على قدرات المتعلمين، ومهاراتهم، واهتماماتهم.
2. التعلم القائم على المشاريع
يشجع هذا الأسلوب المتعلمين على تطبيق ما يتعلمونه في مشاريع عملية تحاكي تحديات العالم الحقيقي. من خلال هذه الطريقة، يمكنك تعزيز مهارات التفكير النقدي، والعمل الجماعي، ومهارات حل المشكلات لدى متعلميك؛ إذ تمكن هذه المشاريع المتعلمين من ربط المعرفة النظرية بتطبيقات عملية، مما يعزز الفهم والاحتفاظ بالمعلومات.
3. التعلم النشط
يتضمن التعلم النشط إشراك المتعلمين بشكل مباشر في عملية التعلم من خلال أنشطة تفاعلية مثل النقاشات، ورش العمل، والألعاب التعليمية. يحفز هذا الأسلوب المشاركة ويعزز الفهم العميق للمادة الدراسية.
4. التعليم المعكوس
في التعليم المعكوس، يُقدم المحتوى الدراسي للمتعلمين لمراجعته خارج الفصل الدراسي، مثل مشاهدة محاضرات فيديو أو قراءة المواد، بينما يتم استغلال وقت الفصل لمناقشة المادة، حل المشكلات، والقيام بأنشطة تطبيقية. مما يسمح بأقصى استفادة من الوقت المتاح للتفاعل المباشر بين المتعلمين والمعلم.
5. التقييم التكويني
و يشمل هذا الأسلوب استخدام التقييمات المستمرة لمراقبة تقدم المتعلمين وتوجيه عملية التعلم. توفر التقييمات التكوينية تغذية راجعة فورية للمتعلمين، مما يسمح بتعديل الاستراتيجيات التعليمية التعلمية بناءً على احتياجاتهم.
اطلع على استراتيجيات التدريس وأحدث اتجاهاتها
مميزات وعيوب استراتيجية KWL
تتميز استراتيجية جدول التعلم بمزايا تجعلها من الأدوات الفعالة في تعزيز التعلم النشط وتحقيق نتائج تعليمية أفضل. لكن كمثل أي استراتيجية، لها مميزاتها وعيوبها التي يجب النظر إليها بعناية.
مميزات استراتيجية KWL
- تعزيز الفهم العميق للمتعلمين
- تطوير مهارات البحث والاستقصاء
- تحفيز المشاركة النشطة
- تسهيل التقييم الذاتي والتفكير الذاتي
- مرونة التطبيق
عيوب استراتيجية KWL
- الحاجة إلى توجيه المعلم
- تحديات في تقييم الفهم
- اعتمادها على الدافعية الذاتية للمتعلمين
- الوقت والجهد المطلوب لتطبيقها بشكل فعال
- التركيز المحدود على المهارات العملية
لكن بالرغم من هذه العيوب، تبقى استراتيجية KWL أداة قيمة ومرنة في تحفيز التعلم النشط وتعزيز المشاركة داخل الفصل الدراسي. من خلال الاستخدام الواعي والمدروس لهذه الاستراتيجية، يمكن للمعلمين تحقيق توازن بين مميزاتها وعيوبها لتعزيز تجربة التعلم للمتعلمين.
كيفية تطبيق جدول التعلم وخطواته
لا يمكن تحقيق أي هدف دون تخطيط دقيق ومدروس، ولتحقيق أهداف التعلم المحددة. إليك خطوات تطبيق جدول التعلم بطريقة فعّالة:
1. تحديد الأهداف التعليمية
ابدأ بتحديد الأهداف التعليمية الواضحة والقابلة للقياس التي ترغب في تحقيقها من خلال جدول التعلم. يجب أن تكون هذه الأهداف محددة، وقابلة للتحقيق، وذات صلة بالأهداف التعليمية واحتياجات المتعلمين.
2. تحليل احتياجات المتعلمين
قيّم مستوى المعرفة والمهارات الحالية للمتعلمين لتحديد نقاط القوة والضعف، ثم صمم -بناءً عليهها- أنشطة تعليمية تلبي احتياجاتهم وتحفز تقدمهم.
3. تصميم الأنشطة التعليمية
ابتكر أنشطة تعليمية متنوعة وتفاعلية تدعم أهداف التعلم. تأكد من تضمين مزيج من أساليب التعلم المختلفة لتلبية تنوع أساليب التعلم لدى المتعلمين.
4. تنظيم الموارد والمواد
جهّز الموارد والمواد التعليمية اللازمة لكل نشاط. قد يشمل ذلك الكتب، المواد الرقمية، الأدوات التكنولوجية، وغيرها من الوسائل التي تعزز بيئة التعلم.
5. تحديد طرق التقييم
حدد طرق التقييم المناسبة لقياس التقدم نحو تحقيق الأهداف التعليمية. يمكن أن تشمل هذه التقييمات الصيغية، التكوينية، والتقييم الذاتي.
6. تنفيذ الجدول
نفّذ الأنشطة التعليمية وفقًا للجدول المخطط. خلال التنفيذ، كن مرنًا وجاهزًا لتعديل الجدول بناءً على التغذية الراجعة وتقدم المتعلمين.
7. المراجعة والتقييم
بعد تنفيذ الأنشطة، راجع وقيم العملية بأكملها. استخدم التقييمات والتغذية الراجعة من المتعلمين لتحديد نجاحات الجدول ومناطق التحسين.
8. التكرار والتحسين
بناءً على التقييم، عدل وحسّن جدول التعلم للدورات المستقبلية. استمر في البحث عن طرق جديدة لتحسين تجربة التعلم وتحقيق أهداف التعليم بشكل أكثر فعالية.
إجراءات استراتيجية KWL
ولتطبيق هذه الاستراتيجية بفعالية،كن منظماً، واتبع هذه الخطوات حتى تحقق أقصى استفادة من هذا الاستراتيجية:
التحضير للجلسة
لا تبدأ الجلسة قبل أن تحدد الموضوع الذي ستتناوله الاستراتيجية ، وتتأكد من تلبيته الأهداف التعليمية للمتعلمين. جهز ما يلزم من المواد والموارد اللازمة للجلسة، بما في ذلك السبورة، الورق، أو الأدوات الرقمية لتسجيل إجابات المتعلمين.
تنشيط المعرفة السابقة (K: Know)
ابدأ بطرح أسئلة تهدف إلى تنشيط المعرفة السابقة للمتعلمين حول الموضوع. مع تدوين إجاباتهم على السبورة أو في وثيقة رقمية.
تحديد اهتمامات التعلم (W: Want to know)
و يمكنك ذلك من خلال تحفيز المتعلمين على طرح أسئلة حول ما يرغبون في معرفته أكثر عن الموضوع. وكتابة هذه الأسئلة لتكون مرجعًا خلال عملية التعلم وأهداف لما يجب تغطيته.
التعلم والاستكشاف (L: Learned)
قدم الموارد والأنشطة التي تساعد المتعلمين على استكشاف الأسئلة التي طرحت. شجعهم على البحث الذاتي، و المناقشات الجماعية، والأنشطة التعليمية التي تدعم أهداف التعلم.
تقييم ومراجعة المحتوى التعليمي
بعد إكمال الوحدة الدراسية أو النشاط، عد إلى الأسئلة التي طرحها المتعلمون في بداية الجلسة. ناقش معهم ما تعلموه، وكيف تمت الإجابة على أسئلتهم.
التفكير الذاتي والتقييم
شجع المتعلمين على فهم آلية التعلم وطرق تحسينها ثم قيم نجاح الاستراتيجية ومدى تحقيقها للأهداف التي وضعتها.
نصائح للمعلم عند استخدام جدول التعلم
لتتمكن من تحقيق أهداف التعليم المنشودة باستخدام جدول التعلم. إليك مجموعة من النصائح الموجهة للمعلمين لضمان تطبيق ناجح لجدول التعلم:
1.حدد الأهداف التعليمية بوضوح لكل وحدة دراسية أو جلسة تعليمية، مع التأكيد على ما تريد للمتعلمين تحقيقه. لضمان تلبية الجدول لاحتياجاتهم بشكل فعال.
2. كن مستعدًا لتعديل وتكييف جدول التعلم استنادًا إلى تقدم المتعلمين وردود الفعل الواردة أثناء العملية التعليمية.
3. اطلب من المتعلمين تقديم آرائهم وملاحظاتهم حول الأنشطة والمواد التعليمية المستخدمة لتحسين وتطوير الجدول بشكل مستمر.
4. استخدم التكنولوجيا لتوفير موارد ومواد تعليمية متنوعة تلائم احتياجات وتفضيلات التعلم المختلفة.
5. قم بإجراء تقييمات منتظمة وتكوينية لمراقبة تقدم المتعلمين وتعديل جدول التعلم بناءً على النتائج.
6. شجع المتعلمين على تقييم تقدمهم الخاص وتحديد مجالات التحسين لتعزيز مسؤوليتهم الذاتية عن التعلم.
7. استخدم أساليب وأنشطة تعليمية تشجع على العمل الجماعي والتعلم التعاوني بين المتعلمين.
8. تبادل الخبرات والاستراتيجيات مع زملائك المعلمين لتوسيع آفاق التعلم والتعليم
ختاماً، تمثل استراتيجيات وجداول التعلم خرائط طريق مبتكرة تهدي المتعلمين إلى آفاق المعرفة، ممزوجةً بالتفكير النقدي وحل المشكلات. إنها تتيح تجارب تعليمية ثرية تتجاوز الفصول الدراسية، مؤسسةً لعملية تعليمية تفاعلية ومحفزة. يعتمد نجاحها على التخطيط الدقيق والتطبيق الإبداعي، وهو ما يمكنه أن يرسم مسارات معرفية تؤثر بعمق في حياة المتعلمين. ويا حبذا أخيراً لو تشاركنا معرفتك بهذه الاستراتيجية، وهل سبق لك ان طبقتها أو ستطبقها بعد قراءة هذه السطور؟ شاركنا رأيك في التعليقات.
الأسئلة الشائعة
كيف يمكن تشخيص صعوبات التعلم لدى التلاميذ باستخدام استراتيجية KWL؟
تسهم استراتيجية جدول التعلم KWL بشكل فعال في تشخيص صعوبات التعلم من خلال الكشف عن الفجوات المعرفية و التحديات الفردية لدى التلاميذ خلال مراحلها الثلاث؛ مما يسهل تحديد العقبات التعليمية وصعوبات التعلم بدقة أكبر. وبالتالي وضع خطط تعليمية تتناول الاحتياجات المحددة وتعالجها بشكل فعّال.
ما هي استراتيجية KWL في الرياضيات؟
تعتمد استراتيجية KWL في الرياضيات على تنظيم التعلم إلى ثلاثة أقسام رئيسية: ما يعرفه الطالب “K”، ما يرغب في معرفته “W”، وما تعلمه في النهاية “L”. في البداية، يتم تفعيل المعرفة السابقة لدى الطلاب حول موضوع رياضي معين، ثم يتم تحفيزهم لطرح أسئلة تعكس اهتماماتهم وفجوات معرفتهم. وأخيرًا، يقومون بتقييم ما اكتسبوه من معرفة وفهم جديدين.