إنّ التأثّر الكبير لقطاع التعليم بالتغيُّرات التكنولوجية المتسارعة، وقابليته الملحوظة لاستيعاب وتطبيق أحدث التقنيات فيه، مهّدا الطريق لانتشار مفهوم نظام إدارة التعلُّم LMS، ولا سيما داخل المؤسّسات التعليمية والهيئات الأكاديميّة كالمدارس والجامعات، ناهيك عن الشركات الكبرى التي تولي التدريب اهتماماً بالغاً.
تتعرَّف في هذا المقال على مفهوم نظام إدارة التعلّم الLMS، ومزاياه، وكيفية استخدامه، إضافة إلى أشهر أنواعه، وأكثر المجالات استخداماً لها، مع تسليط الضوء على أهم العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار نظام إدارة التعلّم، وأهم الميزات الواجب توفّرها فيه.
ما هو نظام إدارة التعلّم LMS؟
يشير نظام إدارة التعلّم(Learning Management System) إلى برمجيّات توفّر الإطار أو البيئة التقنية لجميع الإجراءات اللازمة في العملية التعليمية، من: إدارة، وتتبُّع، وإعداد تقارير، وأتمتة إجراءات العمل، إضافة إلى تقديم الدورات التعليميّة والبرامج التدريبيّة،
ترتبط أنظمة إدارة التعلُّم بنظام التعلّم الإلكتروني بعيداً عن أنظمة التعليم التقليديّة، وصُمّمت بهدف تسهيل عمل المدرّبين والمسؤولين عن العملية التعليميّة والتدريبيّة من خلال الخطوات الآتية:
- استضافة المحتوى التدريبيّ.
- تقديمه للمتدرّبين.
- تتبّع تقدّمهم في ضوء الأهداف المحدّدة،.
- جمع البيانات وتحليلها لتحديد الفجوات في التعلّم.
- إعداد التقارير بناءً على تحليل هذه البيانات.
- تقديمها للمشرفين على عملية التعلم لمساعدتهم في تطويرها.
مَن يستخدم نظام إدارة التعلّم (LMS)؟
يتوجّه نظام إدارة التعلم إلى فئتين رئيستين: القائمين على العملية التعليمية والتدريبية في المقام الأول، والمتعلّمين في المقام الثاني، وتختلف الفوائد التي تجنيها كلّ من هاتين الفئتين تبعاً لطريقة استخدامهما لنظام إدارة التعلّم،
نستعرض في هذه الفقرة كيفية استخدام كلا الفئتين لهذا النظام ببعض التفصيل:
1- القائمون على العملية التعليمية:
يتمثَّل الهدف الرئيس من استخدام نظام إدارة التعلُّم من جهة المسؤولين عن العمليّة التعليميّة في تنظيم الجانب الإداري للعملية، وإدارة العمليّة التعليميّة من وراء الكواليس.
بمعنى أنّهم يستخدمونه في أغراض إدارة ما يُضاف إليه من محتوى وأدوات، فيعملون على إدراج الدورات التدريبية في النظام، ومتابعة التحاق الطلاب بها، ثمّ متابعة تقدّم الطلاب وتفاعلهم معها، ثمّ إعداد التقارير بناء على البيانات التي يوفّرها نظام إدارة التعلّم،
2- المتدرّبون:
تختلف الغاية من استخدام المتدربين لنظام إدارة التعلُّم، وبالتالي الطريقة. يتفاعل المتدرّبون مع واجهة هذا النظام بشكل أساسيّ؛ لمتابعة البرامج التدريبية التي التحقوا بها من خلاله، والتقدُّم للاختبارات، والتفاعل مع المدرّبين والمعلّمين، والاطّلاع -أيضاً- على الدورات التدريبية الأخرى المتوفّرة على هذا النظام، والالتحاق بها إن كان ذلك متاحاً.
مزايا نظام إدارة التعلم
تحقّق أنظمة إدارة التعلُّم مزايا عديدة لأطراف العملية التعليميّة، نلخّص في السطور التالية أهم 6 فوائد:
1- القدرة على تتبّع تقدُّم المُتعلِّم وأدائه:
توفّر معظم منصّات ال LMS إمكانية إنشاء مقاييس حول تفاعل المتعلّم مع الموارد التدريبية، مثل تحديد عدد المرات التي يسجّل فيها الدخول إلى النظام، وقياس الوقت الذي يقضيه في الحضور والتفاعل، ثم استخدام تقارير نظام إدارة التعلّم في تقييم الدورات التعليمية، بناءً على أداء المتعلّمين في اختبارات المتابعة والواجبات.
2- تحقيق وصول أكبر للمتعلّمين وتخطّي القيود الجغرافية:
يساعد نظام إدارة التعلّم عبر الإنترنت في الوصول إلى جميع المتعلّمين بغض النظر عن أماكن تواجدهم؛ فلا عوائق جغرافية أو غيرها تقف في وجه عملية التعلُّم، ما يعني تحقيق فائدة أكبر من عملية التعلّّم، هذه الميزة تعني -بدرجة كبيرة- الشركات العابرة للحدود؛ كونها تمكِّنهم من تقديم محتواها التعليميّ والتدريبيّ لموظفيها جميعهم بغضّ النظر عن مناطقهم الجغرافية. وكانت تجربة نيوفيرسيتي التعليمية في لمس هذه الفائدة من خلال مجموعة البرامج التدريبية والتنفيذية والمتخصصة التي قدمتها لعدد كبير من الشركات والمؤسسات جليا من خلال خدمتي البرامج التدريبية والتنفيذية وخدمة البرامج التدريبية المتخصصة جليا… يمكنك زيارة الموقع الرئيسى للاطلاع على تفاصيل أكثر.
3- نشر المحتوى لمرة واحدة:
يمتاز نظام إدارة المحتوى أنه يوفّر النفقات التي تُصرف عادة على عقد الدورات التعليمية المتكررة، أو عند الحاجة من خلال واحدة من أهم ميزاتها في إمكانية إنتاج المحتوى التعليميّ لمرة واحدة فقط، ثمّ مشاركته مع جميع المسجّلين لاحقاً. فعلى سبيل المثال، بدل أن تعقد الشركات تدريباتها بصورة حيّة ومباشرة لتدريب موظفيها، تكتفي -باستخدام هذا النظام- بإضافة المواد التدريبيّة ليطّلع عليها كلّ موظف وحده.
4- إمكانية تحديث المحتوى التعليميّ بسهولة:
يتيح نظام إدارة التعلم إمكانية تحديث محتوى الدورات التعليمية دون الحاجة إلى إعادة إنتاج محتوى جديد كليّاً، مع السماح للمتعلمين الذين أتمّوا تدريبهم في البقاء على اطّلاع على كلّ تحديث يجري، ومعرفة المعلومات الحديثة كلها في هذا المجال.
5- أتمتة إجراءات العملية التعليميّة:
من أهمّ المزايا التي يوفّرها نظام إدارة التعلّم هي القدرة على أتمتة الكثير من إجراءات العمل في العملية التعليميّة، كأتمتة العمليات الخاصة بمتابعة تقدّم المتعلّم في أداء واجباته، ثمّ متابعته في الاختبارات وتقييم أدائه فيها، وأخيراً، تقرير إمكانية منحه شهادة إتمام التدريب بناءً على ذلك.
6- المركزيّة
تعدّ المركزيّة فائدة رئيسة أخرى يوفّرها نظام إدارة التعلم ، إذ يسمح للمؤسسة التعليمية بتنظيم وتخزين جميع البيانات الضخمة بأمان في مكان واحد، ما يعطي المدربين والمسؤولين القدرة على تحديث المواد التعليميّة وتعديلها بسهولة أكبر.
أنواع أنظمة إدارة التعلّم
من الضروري مع وجود عدد يضمن تنوعاً كبيراً في أنظمة إدارة التعلُّم، التعرُّف إلى أهم أنواعها ومعرفة كيفية التعامل معها، واختيار النوع الأكثر ملاءمة للأغراض المطلوبة تبعاً لطريقة استخدامها.
إليك أهمّ الأنواع لأنظمة إدارة التعلّم:
1. نظم إدارة التعلّم بناءً على نموذج التعيين والنشر:
تُقسم هذه الأنظمة إلى نوعين رئيسين:
- نظام إدارة التعلم السحابيّ (Cloud-based LMS): يعدّ من نوع أنظمة الخدمات (SaaS, Software as a Service)، ويتوفّر بموجب نموذج اشتراك، ولكنّ هذا النموذج لا يعدّ مناسباً لمن يبحث عن المرونة الكاملة وإمكانية إجراء تعديلات في نظام التعليم الإلكتروني بشكل سلس، ويتولى المبرمجون مسؤوليات تحديثه وإجراء التعديلات عليه.
- نظام إدارة التعلّم المستضاف ذاتيّاً (Self-hosted LMS): تطبيق ويب يباع كمنتج لأداء وظيفة نظام التعلُّم، ويكون -غالباً- من نوع الأنظمة مفتوحة المصدر (Open-source)، ويعدّ أكثر مرونة من حيث القدرة على التعديل عليه بما يتوافق مع جميع الاحتياجات المطلوبة، وأكثر أماناً من النظام السحابيّ لأنّه يُثبّت على الخادم الخاص بالمستخدم، ويعاب عليه أن المستخدم يحتاج إلى إجراء التحديثات والنسخ الاحتياطي للبيانات بنفسه،
2. نظم إدارة التعلّم بناءً على طريقة الاستخدام ونوع القطاع:
ينطوي على نوعين أساسيين من أنظمة التعلم هما:
- نظام إدارة التعلّم الخاصّ بالشركات: تعتمد الشركات على نظام إدارة تعلُّم لغرض تدريب موظفيها أو شركائها، والاحتفاظ بالمواد التدريبية، بالإضافة إلى بيانات المتعلمين والتقدّم الذي يحرزونه.
- نظام إدارة التعلّم الخاص بالمؤسسات التعليمية: تستخدم المؤسسات الأكاديمية أو التعليمية كالمدارس والجامعات هذه الأنظمة التي تكون في الغالب محدودة الميزات التقنية لأغراض تسجيل دخول الطلاب إلى موقع المؤسسة، وحضور جلسات التدريب، وإجراء الاختبارات والاطلاع على نتائجهم،
أهمّ استخدامات أنظمة إدارة التعلّم
يمكن استخدام أنظمة إدارة التعلّم في مجموعة واسعة من المجالات تبعاً للهدف من وراء ذلك، ونذكر لك أهمّ الاستخدامات الشائعة لأنظمة إدارة التعلم:
- تدريب الموظفين.
- إعداد موظفين لتعيينات جديدة.
- تدريب الشركاء أو العملاء.
- تهيئة وتمكين فرق المبيعات.
- التدريب عن بعد.
- دعم نظم التعليم التقليدية.
- دعم التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية
كيف تختار نظام إدارة التعلّم المناسب لك؟
من الضروري أخذ بعض العوامل الهامة بعين الاعتبار عند اختيار نظام إدارة التعلّم، بالإضافة إلى مجموعة من الخطوات التي عليكَ مراعاتها وهي:
1. حدّد احتياجاتك التدريبية:
ابدأ بتحديد الجوانب الرئيسة التي تتعلق بالتدريبات التي تريد تقديمها، كأنواعها والفئة المستهدفة منها، وعدد المتدربين وأعمارهم، ومستوى معرفتهم بالتكنولوجيا.
2. حدّد متطلبات نظام إدارة التعلّم المطلوب:
حاول أن تحدّد نوع نظام إدارة التعلّم الذي ستستخدمه، سواء كان سحابياً أم مستضافاً ذاتيّاً على سبيل المثال، عليك بعدها معرفة التقنيات والأدوات المطلوبة في النظام، بما يتوافق مع احتياجاتك التدريبية.
3. اطّلع على تقييمات المتعلمين:
بعد حصر الخيارات بالنسبة لك، اطلع على تقييمات متعلميك أو متدربيك لأنظمة إدارة التعلم المتاحة لك في ضوء احتياجاتك، إذ تساعدك التقييمات في معرفة مدى تلبية هذه الأنظمة لتوقّعاتهم.
4. حدّد ميزانيّتك:
تختلف الخطّة السعريّة لأنظمة إدارة التعلم عن بعضها، ويوجد في النظام نفسه مجموعة من الباقات بأسعار مختلفة تبعاً للميزات الموجودة في كل باقة، لذلك حدّد بدقة الميزانية التي خصصتها لها كي تستطيع حصر خياراتك.
5. اطّلع على الميزات المتوفرة في أنظمة إدارة التعلم:
أياً كان نوع النظام الذي اخترته لإدارة عملياتك التعليمية، احرص دوماً على توفّر مجموعة مزايا تعدّ الأساس لأي نظام إدارة تعلُّم وتشتمل على:
- تصميم سريع الاستجابة.
- توفير إمكانية تحليل البيانات وإعداد التقارير.
- سهولة تشغيل المحتوى والتحكّم به.
- واجهة سهلة الاستخدام.
- توفير خدمة الدعم.
- توفّر أتمتة الإجراءات.
- توفّر الواجهة بأكثر من لغة.
- دعم التعلّم الجماعي.
- دعم تطبيق يعمل على أجهزة الموبايل.
- استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ختاماً، أصبح استخدام أنظمة إدارة التعلّم ضرورة ملحّة لمواكبة التغيرات التقنية المتسارعة في عالم اليوم، تلك التغيّرات التي تلقي بظلالها على قطاع التعليم والتدريب بشكل كبير، كما أنّ تبنّي نظام إدارة التعلّم الLMS يُعدّ خطوة متقدّمة في طريق تطبيق التحوّل الرّقمي الذي بدأت تسلكه المؤسسات التعليميّة والشركات المختلفة بخطا متسارعة، لذلك يجب البحث عن أنظمة الLMS الأكثر فاعلية، والتي تحقّق أهداف مؤسستك التعليمية بأعلى كفاءة.