بناء المسار المهني

بناء المسار المهني

مما لاشك فيه أن بناء المسار المهني من الأمور الضرورية لتحقيق النجاح المهني. وإن تصميم مسارٍ مهنيٍّ متميّزٍ يتطلب تفكيراً استراتيجياً واستعداداً للتحديات المستقبلية.  وهذا يتطلب تحديد الأهداف المهنية وتطوير المهارات اللازمة وبناء شبكة علاقاتٍ قوية. 

في هذا المقال، نستكشف كيف تصمم المسار المهني بتطبيق استراتيجية التفكير التصميمي؛ تتعرف في هذه السطور إلى أركانها الثلاثة الرئيسية وأهم النصائح التي تساعدك في بناء حياتك المهنية بنجاح.

تصميم المسار المهنيِّ بين الاستكشاف والضياع

في معظم الأحيان تتَّسم مرحلة الجامعة، والمرحلة التي تليها مباشرةً بالضَّياع عند معظم النَّاس، وهذا الأمر طبيعيُّ جدّاً، ومن الأفضل أن نصف هذه المرحلة بمصطلح “الاستكشاف” بدلاً من “الضَّياع”، لأنَّها في الحقيقة مرحلةٌ نقوم فيها بالبحث عن ذواتنا، واستقصاء الأعمال المناسبة لنا، وبناءً على ذلك لا يجب أن نشعر بأنَّ هذه الحالة التي نمرُّ بها هي حالةٌ سيّئةٌ، بل على العكس تماماً، يجب أن نعيشها بعمقٍ لأنَّها تشكِّل وعينا للمراحل التي تليها كما أنَّها تعدُّ حجر الأساس لكلِّ المراحل التَّالية.

انتبه أننا نعيش اليوم فيما يعرف بعالم “اقتصاد المهارات”، ويعني ذلك أنَّ المهارات التي نمتلكها هي التي تساعدنا في إيجاد العمل المناسب، وتساهم في بناء مسارٍ مهنيٍّ ناجحٍ، ولذلك علينا أن نعي فكرة أنَّ تعدُّد المعارف والمهارات أصبحت ضرورةً ملحَّةً في عالم اليوم، وليست مجرَّد رفاهٍ، أو ترفٍ فكريٍّ.

هل بناء المسار المهني يبدأ من الجامعة؟

غالباً ما يعدُّ الكثيرون أنَّ فترة الجامعة هي فترة بناء المسار المهنيِّ، ولكن في الحقيقة إنَّ مرحلة الدِّراسة الجامعيَّة لا يمكن اعتبارها سوى الخطوة الأولى في مرحلة البداية في بناء المسار المهنيِّ، وبما أنَّنا نتحدَّث عن البداية فلا بدَّ من التوقُّف عند بعض النّقاط الهامَّة:

  • الجامعة ليست مركزاً للتأهيل المهنيِّ، في الواقع إنَّ دور الجامعات هو دورٌ تعليميٌّ، وليس دوراً مهنيَّاً، فعلى الرّغم من أنَّنا ندرس في الجامعة حتَّى نعمل مُستقبلاً ضمن مجال الاختصاص الذي تعلّمناه، لكنّ ذلك لا يعني بالضّرورة أنَّ الجامعة تصنعُ منَّا أفراداً مؤهَّلين لدخول سوق العمل باقتدار.ٍ
  • علينا الاهتمام ببناء المهارات خلال المرحلة الجامعيَّة بشكلٍ كبيرٍ، كما أنَّه من المهمِّ التعمُّق في كافَّة المواد التي ندرسها، فقد تكون الأهميَّة بالنَّسبة إلينا في مجالنا المهنيِّ تكمن في بعض المواد دون الأخرى، لذلك يجب ألا نهمل أيّاً منها.
  • التخصُّص الجامعيِّ ليس أمراً حتميَّاً: يعتقد البعض أنَّه ملزمٌ بالعمل في تخصُّصه الجامعيِّ حتَّى لو لم يجد فيه الفرصة المناسبة له في ضوء ما قمنا باستعراضه، وبناءً على ذلك يمكن أن يتعثّر في حياته المهنيّة، ويواجه الكثير من العقبات، وفي الحقيقة أنَّه من الممكن ألا نجد الفرصة الملائمة لتخصُّصنا الجامعيِّ، وهذا بالطَّبع لا يعني نهاية الأمر، إذ يمكننا الانتقال إلى العمل ضمن مجالٍ مرتبطٍ بتخصُّصاتٍ أخرى، وهذا لا يعني أنَّنا خسرنا وقتنا في أثناء تعلُّمنا التَّخصُّص الذي درسناه، إذ يمكننا البناء، والاستفادة من بعض الجوانب في تخصّصنا السابق

اطلع أيضاً: بين المسار المهني والشغف

التفكير التصميمي من أجل تصميم مسارك المهنيِّ

هل سمعت يوماً عن فكرة تصميم مسارك المهني؟ نعم، انتشرت مؤخراً استراتيجية التفكير التصميمي التي تركز على فكرة التصميم في مختلف جوانب الحياة، وتصميم المسار المهني هو ما سنناقشه في هذه السطور.

يُقصد بالتفكير التصميمي طريقةٌ جديدةٌ في التَّصميم وإيجاد الحلول ضمن إطار العمل والشَّركات النَّاشئة، يتبعها الفرد لإدارة، وتعزيز فكره، وذلك من خلال تطبيق أساسيَّات هذه الطِّريقة على عمله، وطريقة تفكيره، ويعدُّ التَّفكير التَّصميميِّ منهجيَّةً لتوليد الحلول الابتكاريَّة للتحدِّيات التي تعجز الطَّرائق التَّقليديَّة عن حلِّها.

يسعى التَّفكير التَّصميميُّ إلى زيادة الإنتاجيَّة، وزيادة جودة الأداء وتحسينه، والوصول إلى درجةٍ من الرِّضا والطّمأنينة تضمن حياةً اجتماعيَّةً مناسبةً، وتحقِّق صحَّةً نفسيَّةً للإنسان من خلال وضع منهجيَّةٍ مبتكرةٍ في حلِّ المشاكل ومعالجتها، لتوافق النَّتائج رغبات، واحتياجات أيٍّ منا، ممَّا يُيسِّر حياتنا ويسهِّل الكثير من تفاصيلها المؤرِّقة أحياناً.

يمكن تطبيق فكرة التَّفكير التَّصميميِّ على حياتنا العمليِّة، فقد قام أستاذان من جامعة ستانفورد هما: بيل بورنيت- ديف إيفانز  بتأليف كتاب (DESIGNING YOUR LIFE) في 20سبتمبر 2016، يوضِّحان فيه كيفيَّة بناء، أو تصميم  حياةٍ يمكن الازدهار فيها ، في أيِّ عمرٍ، أو مرحلةٍ، ويبيِّنان كيفيَّة استخدام التَّفكير التَّصميميِّ لبناء حياةٍ مُرضيةٍ، وذات مغزى، ثمَّ نشرا كتاباً آخر (DESIGNING YOUR WORK). يتناولان فيه فكرة الانتقال إلى استخدام طرق التفكير التصميمي في تصميم العمل.

أركان التفكير التصميمي

1- العقليَّة MINDSET 

يعتقد الأشخاص ذوي العقليَّة الثَّابتة Fixed mindset يعتقدون أنَّ القدرات ثابتةٌ، أمَّا أولئك الذين لديهم عقليَّة النُّمو Growth mindset فيعتقدون أنَّ القدرات يمكن تطويرها، وبالتَّالي يكونون أكثر ازدهاراً وتطوُّراً.

تلخِّص كارول دويك عالمة النَّفس في جامعة ستانفورد تأثير العقليَّة الثَّابتة وعقليَّة النُّمو على حياتنا ككلٍّ في كتابها (Mindset: The New Psychology of Success) الذي توضِّح فيه  أنَّ تفكيرنا  ونظرتنا إلى قدرتنا، ومواهبنا هي من تحكم مسيرتنا في تحقيق الإنجازات في مجالات حياتنا المهنيَّة، والدِّراسيَّة كلّها، بل تتحكَّم في عاداتنا من رياضاتٍ، وهواياتٍ يوميَّةٍ، إن عقليَّتنا الثَّابتة تعرقل نموَّنا، وتطوّرنا حتَّى يقتنع الإنسان أنَّ الفنان يولد فناناً، والكاتب يولد كاتباً، ربَّما تؤثِّرُ الجينات، وتعطي تفضيلاً لهذا على ذاك، لكن الاجتهاد هو الداَّفع الأوَّل، لذلك نرى أصحاب عقليَّة النُّمو لا يرضون بمستوى قدراتهم، ويسعون دوماً إلى تحدِّياتٍ أكبر تصقل مهاراتهم، وتحفِّزهم للمزيد، والمزيد من النَّجاح، إن اعتناقك لعقليَّة النُّمو هو خطوةٌ أولى في سبيل تصميم حياتك المهنيَّة وتطوير ذاتك.

من الأفكار التي تراود أصحاب عقلية النمو:

1- خذ خطوةً إلى الوراء لكي تقفز للأمام:  

 لا يعني ذلك التَّأخُّر، ولا يجب أن نقيس نجاحنا بالآخرين، بل بأنفسنا وأهدافنا الماضية، إنَّ خطوةً إلى الوراء تتيح قفزةً كبيرةً إلى الأمام، فالنجاح عبارة عن طريق مليءٍ بالعقبات، والتَّحديات، وليس طريقاً مستقيماً فاللحظة التي تشعر فيها بالرُّجوع إلى الوراء قد تكون لحظة الانطلاق في طريق النَّجاح، ومن المعروف أنَّ أقرب طريقٍ بين نقطتين هو الخطُّ المستقيم، أمَّا في الحياة العمليَّة فإنَّ أقرب طريقٍ بين نقطتي البداية والنَّجاح، هو الطَّريق الذي يوجد فيه بذل جهدٍ حقيقيٍّ، وتميُّزٍ بوضع خططٍ مدروسةٍ وتنفيذها، وذلك بإعمال الفكر وبذل طاقةٍ كبيرةٍ في سبيل الوصول إلى الهدف، فإن أمضيت ثلاثة أشهرٍ، ولم تتعرَّض لعقبةٍ في مسار النَّجاح فأنت تسير في الطَّريق الخاطئ.

2- المغالطات المنطقيَّة: “أأختار هذا أم ذاك؟”

يمكن للإنسان اكتشاف هذه المغالطات، عندما يكون في حالة فيزيولوجيَّةٍ تامَّةٍ، ويمتلك فطرةً سليمةً، وهذا للأسف لا يوافق إلا حالات التَّركيز الفائق، أو التَّأمُّل التَّامِّ لذلك غالباً ما نقع بالمغالطات المنطقيَّة، وكتعريفٍ بسيطٍ للمغالطات المنطقيَّة يمكن القول: هي الأخطاء التي تحدث في المنطق، أي ما يخالف العقل والمنطق.

مثلاً عندما يُطرح عليك سؤالاً كالتالي: أيُّ مسارٍ أفضل لاتِّباعه في IT؟ هل هو علوم المعطيات data science أم الذكاء الصنعي artificial intelligence؟ عند التَّدقيق في السُّؤال المطروح، تلاحظ وجود مغالطةٍ منطقيَّةٍ واضحةٍ، إذ تمَّ تحديد كلِّ علوم IT في مسارين فقط، وذلك يؤدِّي إلى إحاطة الفكر بخيارين لا ثالث لهما، وهذا الأمر يُحجِّم مساحة الفكر، والعمل الشَّخصيِّ، يطلق على الطَّريقة المتَّبعة either or false dilemma، وفي اللحظة التي توضع بين خيارين A أو B حاول أن تفكِّر، وتُجرِّب، وتبحث عن خياراتٍ أخرى لأنَّك حتماً ستجد. في هذه الحالة يمكن التَّغلُّب على المغالطة، أو على الأقلِّ إضعافها عبر النَّظر في الاحتمالات الأخرى، أو ربَّما عبر النَّظر إلى مجموعة الاحتمالات الأخرى كاملةً.

3-  لا تخطِّط استراتيجيَّاً، ابنِ استراتيجيَّاً “Build Your Way Forward”

أغلب الناس يعتقدون أنَّه يجب وضع خطَّةٍ لتوقِّع المستقبل، والتَّحكُّم به، وهذا ما يسمَّى “التَّخطيط الاستراتيجيِّ” لكن الأمور لا تسير بهذا الشَّكل، كما يحدث الآن في أكبر، وأهمِّ الشَّركات إذ يتمُّ تسريح الموظَّفين نتيجة وباء كورونا، رغم أنَّ هذه الشَّركات تتَّبع التَّخطيط الاستراتيجيَّ في عملها، ولكن يكمن توقُّع، وتصوُّر المستقبل دون التَّخطيط له ودون خسارة الوقت، والجهد،

حتَّى عند تعلُّم شيءٍ جديدٍ يجب عليك التَّخطيط لمعرفة ما يجب عليك تعلُّمه، ومعرفة ما إذا كان مناسباً أم لا؟ وهذا يتَّبع طريقة بناء استراتيجيَّةٍ خاصَّةٍ بك، وليس التَّخطيط فقط. على سبيل المثال، كيف يمكنك تعلُّم اختصاص ما، والتَّعمُّق فيه إلى جانب عملك الدَّائم دون خسارة وقتٍ؟ يمكنك ذلك ببساطة بالتَّجربة المستمرة ِّلبناء نموذج أولي prototype.

يعطي النَّموذج الأوَّليِّ prototype توقُّعاتٌ للمستقبل بشكلٍ أفضلٍ من الخطط الموضوعة فنعدّه إصداراً تجريبيَّاً لحصد إيجابيَّات وسلبيات النَّموذج ،وتحسينه قبل تصديره إلى السُّوق، أو تنفيذه. وبناؤك لنموذج أوَّليٍّ لحياتك التَّعليميَّة، أو المهنيَّة لتجنُّب خسارة الوقت، والجهد في تطوير جوانب لا تناسبك، يطوِّر من رؤيتك، ويمنحك تفكيراً، أوسع بما يجب عليك القيام به في المستقبل القريب، والبعيد لتسهيل دخولك في سوق العمل، ويمنحك القدرة على اكتشاف الذَّات فيما إذا كانت معرفتك مناسبةً، أو يجب اكتساب خبرة ٍأكبر

اطلع أيضاً: السعادة المهنية بين الحلم والحقيقة

2- المهارات Skills 

الجزء الثَّاني من التَّفكير التَّصميميِّ هي المهارات، تختلف المهارة عن المعرفة، فالمعرفة تأتي من القراءة، والاستماع والمشاهدة، في حين أنَّ المهارة تعتمد على الممارسة، وتكرار العمل مرَّةً بعد أخرى وصولاً إلى أداء المهمَّة بوقت ومجهودٍ أقلَّ، وبجودةٍ أعلى، ولا يصل الإنسان إلى مستوى احترافيٍّ من المهارة إلا عن طريق الممارسة، والتَّدريب.

من الهام النظر إلى جانب المهارات من عدة نواحي نلخصها كالآتي:

 1- تطور المهارة ينطلق من طريقة التفكير

يرتبط تطويرنا لمهاراتنا، وارتقاؤنا بها بطريقة تفكيرنا، ونظرتنا نحو الأمور، كما ذكرنا نقلاً عن كتاب كارول دويك ( Mindset: The New Psychology of Success)، فالإنسان قد يتمتَّع بعقليَّةٍ ثابتةٍ تعيق تطوره المهنيِّ، وتقنعه أنَّ المهارات تُخلق مع الشَّخص ولا يستطيع تطويرها، فيستسلم، ويتوقَّف عن أداء أي تمارين، أو تدريبات، ويرى الصُّورة النِّهائيَّة للمحترفين دون تفكيرٍ بالطَّريق الطَّويل الذي مروا فيه، أمَّا أصحاب عقليَّة النُّمو فيرون دائماً الدَّرب الشَّاقَّ الذي سلكه الماهرون والمحترفون حول العالم، ويسعون دائماً لاقتفاء أثرهم، والاقتداء بهم، ومقارنة مستوى مهارتهم الحاليَّة بما كانوا عليه في الماضي ليتأكَّدوا أنَّهم على درب النُّموِّ الصَّحيح.

إذا كان الانسان يؤمن بأنَّه على مسارٍ متصاعدٍ، فإنَّه قادرٌ على أن ينمِّي أيَّ مهارةٍ لديه، وإذا نظر إلى نفسه على أنَّه محدودٌ فلن يتمكَّن من بناء، أو تطوير أيّ مهارةٍ، وسيصل إلى مرحلةٍ لن يكون حينها قادراً على الاستمرار بموضوعٍ معيَّنٍ، لأنَّ عقله اقتنع بفكرةٍ أنَّ هذا حدّه، ولا يمكنه التَّطوُّر، أو زيادة مهاراته. 

2- كيف تتعلم المهارة وتطورها

تتردَّد في سوق العمل عبارة “العشر آلاف ساعة تعلُّمٍ” كحدٍّ أدنى للوصول إلى مستوى احترافيٍّ في أيِّ مجالٍ، وهي عبارةٌ صحيحةٌ إلى حدٍّ ما لكن مع ضوابط بالتَّأكيد، فلا بدَّ من الجمع في أثناء تعلُّم هذه المهارة بين المعرفة النَّظريَّة، والتَّدريب العمليِّ، وينبغي الاحتكاك بالمؤثِّرين، وبناء شبكة معارفٍ احترافيَّةٍ، دون هذه الشُّروط ستكون 10 آلاف ساعة يُهدر فيها الوقت، أو ستحصل على مهارةٍ ناقصةٍ دون شكٍّ، 

بالإضافة لما ذكرنا يبقى العنصر الأهمُّ هو المرشد، أو المدرِّب الذي يوجِّهك إلى الطَّريق الصَّحيح، ويقوِّم أخطاءك، وعثراتك، ويدفعك إلى الأمام، ويرشدك خلال رحلتك حيت يستخدم تغديةً راجعةً وملاحظاتٍ مفيدةً، ستخلق مع التَّدريب إنجازاً مبهراً خلال فترةٍ أقصر من فترة التَّعلُّم الذَّاتيِّ بالتَّأكيد.

3- قياس المهارة

يقاس مستوى المهارة بالنَّتائج، والعائد منها على شكل عروض توظيفٍ، أو حجم المبيعات، وقدرته على الترَّقي، والصُّعود في السُّلم الوظيفيِّ، والتَّأثير في مجال عمله ليُعرف كاحترافيٍّ ضمن دائرته الاجتماعيَّة والمهنيَّة، يرتبط اسمه بشكلٍ مباشر بالمهارة التي يسعى إلى تحقيقها.

اتخاذ الشَّخص قرار إيجاد فرصة عملٍ خلال وقتٍ محدَّدٍ بمثابة هدفٍ له هو قرارٌ خاطئٌ، لأنَّهُ لا يسيطر على فرص العمل، ولكن لديه السَّيطرة على عدد الاتِّصالات التي سوف يجريها، وعلى المرَّات التي يكون فيها قادراً على تقديم نفسه بطريقةٍ صحيحةٍ، ومناسبةٍ.

أهمُّ المهارات المطلوبة حاليّاً 

هناك دراسةٌ قام بها National Association of colleges and employers، على 600 شركة استمرت لـ 4 سنوات، انتهت إلى أنَّ أكثر المهارات المطلوبة للعمل في هذه الفترة هي: 

  • الاحترافيَّة، وأخلاقيَّات العمل (97.5%)
  • التَّفكير النَّقديُّ وحلُّ المشكلات(96.3%)
  • التَّواصل الشَّفهيُّ، والكتابيُّ (91.6%)
  • التَّعاون، والعمل ضمن فريقٍ (90%)
  • تطبيقات تقانة المعلومات (72%)
  • القيادة (55.9%)
  • إدارة المهنة career management (45%).

3- الأدوات Tool Set

كلُّ ما ذُكر سابقاً نقاطٌ تساعدك على فهمٍ جديدٍ للأمور، واكتشاف الأشياء، والآن سنبدأ بالتَّطبيق، وهي أهمُّ مرحلةٍ من مراحل التَّعلُّم سواءً أكان أكاديميّاً أم مهنيّاً.  

1- السيرة الذاتية 

إنَّ السِّير الذَّاتيَّة هي وثائقٌ تسويقيَّةٌ شخصيَّةٌ، تهدف إلى عرض مهارات المتقدِّم، والإنجازات البارزة، وخبرة العمل إلى أقصى حدٍّ.ةمن خلال خبرتي الشَّخصيَّة، وقراءة المقالات، وما سمعته من أشخاصٍ، وما وجدته في أبحاثٍ، تبيَّن أنَّ الوقت الذي يستغرقه الشَّخص المسؤول عن التَّوظيف ليأخذ قراراً مبدئيّاً هو 6 ثوانٍ تقريباً، ويمكن زيادته، أو انقاصه بحسب المؤسَّسة، أو العمل، أو البلد. لذا فإنَّ قراءة السِّيرة الذَّاتيَّة يستغرق فترةً قصيرةً جداً، ومن ثمَّ يجب أن يُغيِّر هذا الأمر من تفكيرك حول كتابة السِّيرة الذَّاتيَّ، فكيف تجعل قراءة السِّيرة الذَّاتيَّة الخاصَّة بك بـ 6 ثوانٍ فعَّالةً، ومؤثّرةً في مسؤولي التَّوظيف؟

 إنِّ سيرتك الذَّاتيَّة هي أداة التَّواصل بينك وبين الشَّركة، كي يتَّخذوا القرار بشأن توظيفك، أو رفضك، لأنَّه لا يمكن للشركات أن تقابل كلَّ الأشخاص المتقدِّمين إلى العمل، وبخاصَّة أنَّ جميع الشَّركات أصبحت قائمةً على توفير الموارد لاتِّخاذ قرارٍ بتوظيف شخصٍ جديدٍ. لذلك يجب أن تكون السِّيرة الذاَّتيِّة واضحةً مختصرةً خالية من الأخطاء بمحتوى مبدعٍ ومخصَّصةٌ للشَّركة التي تريد العمل فيها.

2- Resume

تُستخدم الـ Resume في الولايات المتَّحدة بشكلٍ أساسيٍّ، وخاصَّةً عند التَّقدُّم لقطاعات المؤسَّسات، أو الأعمال، أمَّا عند التَّقدُّم لوظائف أكاديميَّة، أو تعليميَّة، أو علميَّة، أو طبِّية، أو بحثيَّة، يتمُّ استخدام الـCV . ولكن في باقي دول العالم يطلب أصحاب العمل الحصول على سيرةٍ ذاتيَّةٍ CV (غالباً مع صورٍة مرفقةٍ) بدلاً من Resume.

إنَّ الاختصار أهمّ خاصيَّةٍ في كتابة Resume، أي إيصال الفكرة بأقلِّ كلماتٍ ممكنةٍ، ومحاولة إيصال أهم الأفكار لا كلّها، وهذه مهارةٌ تأتي من التَّدريب.

الفرق بين CV وResume
  • تقدِّم السِّيرة الذَّاتيَّة ملخَّصاً للخبرات والمهارات، وتعد السِّير الذَّاتيَّة CV أطول من Resume، وتتضمَّن المزيد من المعلومات لا سيما التَّفاصيل المتعلِّقة بالخلفيَّة الأكاديميَّة، والبحثيَّة للفرد، إذ تكون مكوَّنةً من صفحتين، أو ثلاث صفحاتٍ على الأقلِّ.  
  • تتضمَّن السِّير الذَّاتيَّة (CV) معلوماتٍ مستفيضةً عن الخلفيَّة الأكاديميَّة، بما في ذلك خبرة التَّدريس، والدَّرجات العلميَّة، والأبحاث، والجوائز، والمنشورات، والعروض التَّقديميَّة، والإنجازات الأخرى. أما Resume يجب أن تكون موجزةً قدر الإمكان، وتقدِّم ملخَّصاً لتعليمك، وتاريخ عملك، وبيانات اعتمادك وإنجازاتك، ومهاراتك الأخرى، وغالباً ما تتضمَّن السِّير الذَّاتيَّة قوائم ذات تعدادٍ نقطيٍّ لإبقاء المعلومات موجزة.
معلومات يجب أن تعرفها عن ملفات السيرة الذاتية

يجب أن تكون سيرتك الذَّاتيَّة متطابقةً مع الموقف، هذا هو الأكثر أهمِّية عند كتابة السِّيرة الذَّاتيَّة، إذ يجب أن تتأكَّد من إبراز مستوى تعليمك، وخبراتك في العمل، ومهاراتك التي لها صلةٌ بالوظيفة المتقدَّم إليها، فمثلاً إذا كنت تتقدَّم للحصول على وظيفةٍ في مجال Graphic Design، يفضَّل أن تذكر مهاراتك المرتبطة بهذا المجال أوَّلاً أو وضع رابطٍ لأعمالك على behance مثلاً. 

وفي كلِّ مرَّةٍ تتقدَّم فيها إلى عملٍ ما، يجب أن تغيِّر بمحتوى السِّيرة الذَّاتيَّة بما يتناسب مع هذا العمل سواءً حذفاً ، أو  إضافةً. إنَّ السِّيرة الذَّاتيَّة الحاليَّة هي تواجدك على منصَّات التَّواصل الاجتماعيِّ، وخلق دائرةٍ احترافيَّةٍ تُعرِّفك، وتعرِّف بإنجازاتك، وهذا ما سنتحدَّث عنه في البحث الرَّشيق عن العمل.

يجب أن تتضمَّن سيرتك الذَّاتيَّة اسمك، ومعلومات الاتِّصال بك، والتَّعليم، والمهارات والخبرة، أمَّا المعلومات الشَّخصية فليست ضروريَّة إلا إذا طُلبت منك، بالإضافة إلى ذكر الأساسيَّات، وتشتمل السِّيرة الذاتية الخبرة البحثيَّة، والتَّدريس، والمعلومات الأخرى ذات الصِّلة بالعمل الذي تتقدَّم إليه.

أساسيَّات كتابة السِّيرة الذَّاتيَّة و Resume

هناك بعض الاعتبارات التي يجب عليك اعتمادها عند كتابة سيرتك الذَّاتيَّة، سواء كانت CV  أم Resume، وهي أن تكون السيرِّة الذَّاتيَّة:

  • واضحة  Clear.
  • خالية من الأخطاء Clean.
  • مختصرة، أي نكتب الكلمات المفيدة التي نريد إيصالها Concise. 
  • الإبداع بالمحتوى Creative.
  • التَّخصيص حسب الجهة المقدَّمة إليها Customized.

3- البحث الرَّشيق عن عمل

لكلِّ مشروعٍ مدخلٌ، ومخرجٌ، وعمليَّةٌ، وهي عمليَّةٌ تسلسليَّةٌ للوصول إلى المخرجات، وإذا حصل خللٌ ما فإنَّه لا يظهر إلا في الخطوة الأخيرة، وتصبح عندئذٍ مضطَّراً للعودة إلى البداية من جديدٍ، أمَّا مع الـAgility  فالأمر يختلف قليلاً، بدورةٍ سريعةٍ مدَّتها خمسة أيَّامٍ تجنّباً لهدر الوقت، يكون هناك مخرجٌ، ومنتجٌ، أي هناك هدفٌ صغيرٌ، ويكبر الهدف تدريجيَّاً بخططٍ خمسيَّةٍ متتاليةٍ، ممَّا يزيد من نسبة نجاح المشروع، وتزداد مصداقيته

كيف تطبِّق ذلك؟

أن تبدأ أسبوعك مخطِّطاً، وتضع هدفاً “في نهاية الأسبوع  كأن تقول مثلاً: ” في نهاية الأسبوع سأكون قد أنجزت هدفاً محدَّداً، وسيكون لديَّ مخرجٌ خلال خمسةِ أيَّامٍ” فهذه الخمسة أيَّامٍ سوف تساعد في معرفة ما إذا كنت على المسار الصَّحيح، وتسير وفق الخطَّة أم لا، وكلّ يومٍ يوجد checkpoints لمراقبة تقدُّمك نحو الهدف.

ولنزيد احتماليَّة نجاحك بخطَّتك الأسبوعيَّة، ولتحقيق هدفك الأسبوعيِّ، اختر شخصاً يكون مسؤولاً عنك، ولتكن مسؤولاً عنه accountability partner، ممَّا يخلق نوعاً من الرَّقابة ،والتقييم لأهدافك ومستوى إنجازك.

4- خطَّة 90 يوماً 

هنا يجب أن يكون لديك توصيفٌ واضحٌ لما أنت عليه الآن قبل البدء بهذا الالتزام، وتحديد للموارد التي تمتلكها، والاستراتيجية التي ستتّبعها للوصول إلى الهدف، فلو كنت تستهدف تحسين الصُّورة الحاليَّة، وتعلُّم مهارةٍ جديدةٍ، والعمل خلال 90 يوماً فقط، عليك تحديد المنصَّات التي ستبدأ بالتَّواجد فيها، والمهارة التي تستهدفها ومنصَّات العمل التي تستهدفها، ومن ثمَّ حدِّد ما تحتاج من موارد تعليميَّة، وقدِّر الجهد اللازم لتحقِّق هدفك في الحصول على فرصة عمل فٍي النِّهاية.

من الأمور الهامَّة هو الاحتكاك بالمؤثِّرين القادرين على إرشادك، وتوجيهك، وتقديم تغذيةٍ راجعةٍ لخطّتك، ومساعدتك باقتراحاتهم، وخبراتهم على طول الخطِّ، والوصول إلى درجةٍ من التَّواصل الاحترافيِّ.

اطلع أيضاً: العمل عن بعد وأهم مزاياه

نصائح في استخدام التفكير التصميمي في تصميم المسار المهني

يسهم التَّفكير التَّصميميُّ بتحسين رؤيتنا للأمور ويعالج المغالطات المنطقيَّة التي نقع بها، ومن أهمِّ النَّصائح التي يطرحها علينا:

1- الإدراك ليس الواقع بل هو أهمٌّ من الواقع

لا يهمُّ فعلاً ما يجري على أرض الواقع، بل المهمّ هو ما يفهمه، ويراه النَّاس عن الواقع، إذ إنّ لكلِّ فردٍ تصوّره الخاصّ، ويدرك الحياة من وجهة نظره للواقع، وبالتَّالي يتغيَّر الواقع نفسه من شخصٍ إلى آخر، بل إنَّ الموقف ذاته يتغيَّر بحسب تأييد كلّ جماعةٍ له، أو معارضتها إيَّاه، وهذا لأنَّ الجميع ينظر إلى الواقع بشكلٍ مُختلفٍ، إلا أنَّ الواقع لا يهتمُّ كثيراً بتصوّراتنا.  الواقع لا يتغيَّر ليتكيَّف مع وجهات نظرنا، يبقى الواقع كما  هو عليه.

ما يمكن التَّحكُّم به هو الصُّورة التي تقدِّمها للنَّاس، لكن لا يمكننا التَّحكم بما يأخذه النَّاس من انطباعٍ عنك، وكانعكاسٍ لهذا الأمر على الواقع  فلتأخذ مثال السِّيرة الذَّاتيَّة.

إنَّ الوقت الذي يقضيه مسؤولو التَّوظيف لقراءة السِّيرة الذَّاتيَّة يُقدّر بحوالي 6 – 10 ثوانٍ، وكلَّما كانت الشَّركة ذات سمعةٍ، وأهمِّيةٍ أكبر كانت الفترة الزَّمنيَّة أقصر، بسبب ازدياد عدد الطَّلبات، وبالتَّالي هناك تحدِّياتٌ كبيرةٌ أمام مسؤولي التَّوظيف باختيار أشخاص من ذوي المؤهِّلات المطلوبة بوقتٍ قصيرٍ جدًّاً، وذلك عن طريق تركيزهم على الأقل على عشر كلماتٍ مفتاحيَّة في السِّيرة الذَّاتيَّة، فلذلك يتوجَّب على الأشخاص الاهتمام أكثر بما يقدِّمونه في سيرتهم الذَّاتيَّة، لكي يتمكَّنوا من عكس صورةٍ صحيحةٍ، وواضحةٍ عن مهاراتهم، ومؤهِّلاتهم التي تناسب الشَّركة التي تقدَّموا إليها.

متفائلٌ، أم متشائمٌ؟ لا يهمّ… الأهم هو مواجهة الواقع بثقةٍ

ينبغي أن ترى الواقع بأصدق صورةٍ، وتربط المعطيات بعضها ببعضٍ دون أن يؤثِّر ذلك على حياتك المهنيَّة، أي: ضع أهدافاً مرحليَّةً قريبةً تكون قادراً على التحكُّم فيها، أي لا تكن متفائلاً، أو متشائماً بل كن عقلانيَّاً، وواقعيَّاً بثقةٍ.

2- لا تهتم بشغفك، ابحث عن مساهمتك 

إنَّ الشَّغف هو نقطةُ نهايةٍ يمكن أن تصل إليها بعد رحلاتٍ عدَّةٍ من التَّجارب، وهي ثمرةٌ لتعلُّمك لشيءٍ ما وعملك فيه، ومن ثمَّ تبني حبَّك لعملك، وتصل إلى ما يسمَّى بالشَّغف، وهذا الموضوع له تأثيرٌ سلبيٌّ كبيرٌ على العديد من الأشخاص، فبعضهم عند امتلاكه عدَّة أمورٍ يحب القيام بها، يقف في حيرةٍ من أمره، ولا يعرف أيّ طريقٍ سوف يسلك، أو نرى أنَّ بعض الأشخاص لا يملكون شغفاً بأمرٍ معيَّنٍ، وعند إلزامك لهم بأن يتَّبعوا شغفهم، فإنَّك بهذه الطَّريقة تجبرهم على اتِّباع أمرٍ ربَّما لا يناسبهم، لذلك يجب فهم معنى الشَّغف بطريقةٍ مختلفةٍ، والعمل على أساس الفهم الصَّحيح له. 

إن الإنسان في بداية عمره يعيش مرحلة اكتشافٍ لما حوله، ومعرفة الكثير من جوانب الحياة، وليس الالتزام بعملٍ ما على أساس أنَّ لديه شغفاً به، وهو في الحقيقة ليس لديه معرفة كاملةً عن تفاصيله، فالسُّؤال هنا كيف يمكن أن تملك شغفاً بمهنةٍ ما، وأنت لا تعرف عنها سوى الوجه الظَّاهريِّ منها؟ لذلك تعلَّم، واكتسب معرفةً كبيرةً عمّا حولك، وخذ نصيباً وافياً من المعرفة عمَّا ترغب بتعلُّمه، و من ثمَّ ومع مرور الوقت يُبنى شغفك به، ويكون مرحلةً أخيرةً out come وليس منطلقاًstarting point   .

فإن كان لديك رغبةً في إطلاق مشروعك الخاص، أو تصميم عملٍ ما فالأفضل أن تتّبع ما تميل إليه، وابدأ ببناء نموذجٍ أوَّليٍّ وتجربته، وفي حال وجود خطأٍ ما يمكنك تصحيحه، وتجاوزه والتَّعلُّم منه، وفي حال فشلت في هذا الجانب من العمل يكون قد أصبح لديك بعض المعرفة به، ولم تهدر وقتاً كبيراً بلا فائدةٍ، ويكون لك القدرة للانتقال إلى تجربةٍ أخرى لاكتشاف جانبٍ جديدٍ، مستعيناً بمعرفةٍ مسبقةٍ عمّا ستواجه، فالفائدة هي الهدف الأساسيُّ، وهي نتيجةٌ تبنى وأنت في طريقك للوصول إلى هدفك. 

الإنسان بعمر السَّابعة عشر لا يتوجَّب عليه الالتزام بمسارٍ معيَّنٍ، ولا تحديد مستقبله على أساس دراسة اختصاصٍ ما، من مبدأ أنَّ لديه شغفاً به، لذلك قامت بعض الجامعات منها جامعة ستانفورد بتطبيق طريقة Undeclared majors” التَّخصُّصات غير المعلنة” تقوم بتدريس مواد العلوم المختلفة (الفيزياء، وعلم النَّفس، والكهرباء، والتَّسويق….) في السنتين الأولى والثَّانية، وبعدها من خلال التَّجربة يتعرَّف الطلاب إلى ما يحبّونه ومع ذلك لا يسمَّى شغفاً، الشَّغف يأتي من الخبرة، وليس الدِّراسة. 

3- اقلق أقل، واعمل أكثر

حوِّل طاقة القلق النَّفسيَّة التي لديك إلى عملٍ مفيدٍ ذي هدفٍ، فمن يعمل أكثر ليس لديه وقتٌ للقلق، على سبيل المثال طاقة الهاتف يمكن إنهاؤها بحضور محاضرةٍ مفيدةٍ، أو هدرها باللعب فقط، لذلك أنت من يحدد أين تستهلك وقتك وطاقتك، واعلم أنَّك عندما تقوم بعملك على أكمل وجهٍ، فليس عليك القلق من الأمور السَّلبيَّة التي ربما تحصل لأنَّها خارج سيطرتك.

كن مُدركاً أن الموهبة لا تولد مع الإنسان، و إنَّما تُصنع نتيجة مرور تدريبٍ حقيقيٍّ deliberate practice عليها لمدَّة عشرة آلاف ساعةٍ، بعدها سترتقي إلى مرتبة المحترف ،  kobe bryant محترف كرة السلة الذي كان لا يملك المقوّمات الجسديَّة للاعبي كرة السَّلة، ومع التَّدريب والعمل بجدٍّ أصبح محترفاً فيها، وهو الذي يقول: “ليس لديَّ أي شيءٍ مشترك مع الأشخاص الكسالى الذين يلومون الآخرين على عدم نجاحهم، الأشياء العظيمة تأتي من العمل الجادّ والمثابرة، لا مكان للأعذار”.

4- النَّجاح خياراتٌ شخصيَّةٌ، وبيئة ٌداعمةٌ (بيئة تحدِّياتٍ، وبيئةٌ مساعدةٌ)

“يحتاجُ النَّجاح إلى امتلاك أمرين أساسيَّين: الخيارات الشَّخصيَّة، والبيئة الدَّاعمة”. أكثر النَّاس فرصةً لتحقيق النَّجاح هم “The mighty middle” هم أشخاصٌ لديهم إعدادٌ مثاليٌّ ليصلوا إلى النَّجاح، ولديهم ما يساعدهم بشكلٍ كافٍ، ويملكون البيئة الدَّاعمة الحقيقيَّة التي لها جانبان:

1-بيئةٌ مساعدةٌ too much support: يتم فيها الدَّعم عن طريق وجود عدالةٍ، وظروفٍ ماليَّةٍ مناسبةٍ، وأشخاصٍ يدفعوك إلى الأمام ويزوِّدونك بالحماس.

2-بيئة تحدِّيات too much challenge: عند وجود أشخاص منافسين لك، يعطونك رأيهم الصريح بما تقوم به كنقد بنّاء.

بيئةٌ تشارك المعرفة هي بيئةٌ داعمةٌ بشكلٍ كبيٍر، يجب عليك التَّأكد دائماً أنَّك عندما تقوم بعملك على أكمل وجهٍ، وتتعلَّم كلَّ جديدٍ فيه، وتطوّره عن طريق التَّشعُّب بالاختصاصات الأخرى وأخذ ما يغني معرفتك، وأداءك، فاعلم أنَّ هذا سوف يثمر، وأنَّ جهدك الحقيقيِّ لن يذهب هباءً، بل سينعكس عليك بمردودٍ مادِّيٍّ، وتطوّر مهنيٍّ وعلميٍّ كبيرٍ جداً.

ولتحقيق النَّجاح في وقت الأزمات يجب أن تتحلَّى بما يلي:

  • المسؤوليَّة  Responsibility: أنت مسؤولٌ عن إنجاز عملاً معيِّناً،” كن مسؤولاً” عن خياراتك المهنيَّة لترتقي إلى مرحلةٍ أعلى من الخيارات.
  • الارتباط Accountable: افهم أنَّ عملك مؤثِّرٌ على بقيَّة أعضاء الفريق، وغيرك سيتأذَّى من إهمالك، وعدم قيامك بواجباتك المهنيَّة، والعكس صحيحٌ، وهذا يدعى المساءلة المتبادلة mutual accountability ، وهو أقوى مفهومٍ لبناء فرق عملٍ تعمل بطرائق فعَّالة.  
  • الملكيَّة Ownership: لا يوجد أعذارٌ، وأنت المسؤول عن المخرجات، ولتتطوَّع لإنجاز المهمَّة في حال لم تكن مسؤولاً بشكلٍ مباشرٍ، ومعلنٍ عن كلِّ جزئيَّةٍ من المهمَّة.

لا تهتم بالمنافسة على العمل، بل يجب أن تنافس ذاتك على أن تقدِّم دائماً أفضل ما لديك، لأنَّه وفي الوقت ذاته هناك من يفعل هذا الشَّيء ليصل إلى النَّجاح، أي المنافسة على الاستثمار بالنفس، وبما تتفوَّق به وبما يناسبها

ما هي خدمات نيوفيرستي في بناء المسار المهني؟

نيوفيرستي منصةٌ تعليميةٌ تهدف إلى مساعدة الأفراد في بناء مساراتهم المهنية وتطوير مهاراتهم في مجالات متنوعة، وهنا بعض الخدمات والبرامج التي تقدمها نيوفيرستي في بناء المسار المهني:

  • برامج تدريبٍ وظيفيٍّ متخصصةٍ تتضمن محاضراتٍ تفاعليةٍ ومشاريع عمليةٍ.
  • مسارات مهنية مخصصة لمجالاتٍ مثل تطوير البرمجيات، وإدارة المشاريع، وتحليل البيانات. 
  • استشارات مهنية للمتعلمين لمساعدتهم في تحديد أهدافهم المهنية ووضع خطةٍ لتحقيقها. 
  • مجموعة من الدورات التعليمية في مجالات مختلفة مثل التسويق الرقمي، وتطوير الويب، وعلوم البيانات.

نيوفيرستي الأفضل لبناء مسارك المهني في المنطقة العربية

نيوفيرستي هي واحدةٌ من أفضل المؤسسات التعليمية لبناء مسارٍ مهنيٍّ ناجحٍ في المنطقة العربية. تعتمد على أساليب تدريسٍ مبتكرةٍ وتكنولوجيا حديثةٍ لتوفير تجربةٍ تعليميةٍ متميزة. وبفضل شبكةٍ واسعةٍ من الشركاء والمؤسسات الصناعية، توفر نيوفيرستي فرص تدريبٍ وتوظيفٍ للمتعلمين، مما يساعدهم على بناء شبكة اتصالٍ قويةٍ والحصول على فرص عملٍ مثيرةٍ للاهتمام. 

ختاماً، مرحلةُ بناء المسار المهنيِّ مرحلةٌ ذات أهمِّيَّةٍ كبيرةٍ بالنِّسبة لكلٍّ منَّا، لذلك علينا التَّأني فيها، والحرص على حسن التَّعامل معها بأفضل الطَّرائق، والأساليب، ويكون ذلك بالاعتماد على الأبحاث العلميَّة، والقراءة الجادَّة للتعرُّف إلى ما يناسبنا، ويدعم رسالتنا في الحياة، كما أنَّه من الضَّروريِّ أن نتحلَّى بالصَّبر والعزيمة، وأن نواظب على العمل الجادِّ، والمستمرِّ للوصول إلى أفضل النَّتائج، وتحقيق النَّجاح الذي نصبوا  إليه.

المصادر

مقالات ذات صلة

تعرِّف إلى المسار المهني والشغف، كيف يمكك تحقيق التوازن بين عملك وشغفك. وكيف تجد شغفك في أعمالك التي تنفذها؟ تابع معنا
فما هو دور الميول الشخصية في تحديد الشغف؟ كيف يساعدنا تحديد هذه الميول في الاستدلال على حقل الأعمال المناسب لنا؟ وهل هناك مفاضلة بين الشغف والاجتهاد؟ هو ما سنطرحه في مقال اليوم.
;يف يمكن للحظ أن يؤثر على حياتك المهنية؟ ما تأثير الجينات عليها؟ كيف تشعر بالسعادة في مسارك المهني؟ لتعرف أكثر عن السعادة المهنية تابع القراءة معنا.
الكورس غير متوفر

احجز مكانك الآن

املأ النموذج وسنتواصل معك عندما يصبح الكورس متاحاً

يمكنك الاتصال بنا عبر البريد الإلكتروني للحصول على تفاصيل التدريب

يمكنك الاتصال بنا عبر البريد الإلكتروني للحصول على تفاصيل التدريب