صعوبات الفهم القرائي: أسبابها وكيفية التغلب عليها؟

صعوبات الفهم القرائي

في رحلة العلم والمعرفة، تشكل القراءة جسراً يعبر فيه العقل نحو آفاق الفهم والإدراك. غير أنّ هذا الجسر لا يخلو من عوائق أهمها صعوبات الفهم القرائيّ.

ولتكوين صورةٍ واضحةٍ  أمامك عزيزي القارئ؛  نقدم في مقال اليوم تعريفاً لصعوبات الفهم القرائي، أسبابها، أنواعها، ومعوقاتها. و نتطرق أيضاً إلى أساليب وتقنيات تقييم هذه الصعوبات، والغرض من هذا التقييم، لنختم بكيفية التغلب على هذه الصعوبات، وأكثر الأسئلة الشائعة حول هذا الموضوع الهام.

تعريف صعوبات الفهم القرائي

يتراءى إلى ذهنك أنّ قراءتك للنص توصلك إلى معرفة مضمونة، لكن هل يمكنك معرفة وقراءة ما وراء الكلمات وربط المعاني في السياق؟ إن كنت تعاني من ذلك؛ فأنت تواجه صعوبةً في الفهم القرائي. 

والفهم القرائي هو مجموعة التحديات التي تواجهك كقارئٍ في استيعاب المعلومات المكتوبة وتحليلها؛ مما يؤثر سلباً على قدرتك على فهم النصوص بعمقٍ ودقةٍ. 

مفهوم صعوبات الفهم القرائي

أسباب صعوبات الفهم القرائي

في عالم التعليم، تشكل صعوبات الفهم القرائي عقبةً كبيرةً أمام المعلمين و المتعلمين على حدٍّ سواء، إذ تعيق القدرة على استيعاب المعاني العميقة للنصوص وتحليلها بدقةٍ. 

تنشأ هذه الصعوبات من عدد من العوامل نذكر منها: 

  •  ضعف القاعدة اللغوية وما يرافقها من  صعوباتٍ في بناء الجمل.
  • نقصٌ في مهارات التفكير النقديّ التي تؤثر على قدرة القارئ على تحليل النصوص وربط المعلومات بمعارف سابقةٍ.
  • عوامل نفسيةٍ ترتبط بانخفاض الثّقة بالنفس.
  • عوائق تعليميةٍ تتعلق باستخدام أساليب تدريسٍ غير فعّالةٍ وغياب بيئةٍ تعليميةٍ داعمةٍ.

أنواع صعوبات الفهم القرائي

 تتعدّد أنواع هذه الصعوبات بما يعكس  التحديات الفريدة التي يواجهها القرّاء في رحلتهم نحو تحقيق الاستيعاب الكامل للمعلومات. 

يمكن تصنيف هذه الصعوبات إلى عدة أنواع رئيسيةٍ كلٌّ منها يسلط الضوء على جانبٍ معينٍ من جوانب عملية الفهم القرائي:

  • صعوبات التركيز والانتباه.
  • صعوبات في تحديد الغرض من القراءة.
  • صعوبات في ربط المعرفة الجديدة  بالمعرفة السابقة. 
  • صعوباتّ في التركيب النحوي و فهم كيفية ترابط الجمل والفقرات معاً لتشكيل معنىً متسقٍّ ومنطقيّ.
  • صعوبات الفهم اللفظي و التي تتمثل في عدم قدرة القارئ على فهم معاني الكلمات والعبارات داخل النص. 
  • صعوباتّ في الاستنتاج والتحليل و التي تتمثل في  استخلاص الأفكار الرئيسية والتفاصيل الداعمة أو تحليل النصوص لفهم الدلالات الضمنية.

اطلع أيضاً: الفهم القرائي: عناصره وأنواعه ونظرياته

أنواع صعوبات الفهم القرائي

معوقات الفهم القرائي

بعد معرفة أسباب الصعوبة في الفهم القرائي؛ لابدّ من التعرف على معوقاته التي تشكل حواجز أساسية تحول دون تحقيق القارئ لاستيعابٍ كاملٍ وعميقٍ للمحتوى المكتوب، مؤثرة سلباً على جودة وفعالية التعليم والتعلم. جمعنا لك -في نيوفيرستي– أبرز هذه المعوقات:

  • المعوقات اللغوية .
  • المعوقات المعرفية.
  •  المعوقات التعليمية.
  • المعوقات الجسدية والصحية.
  •  المعوقات البيئية والتكنولوجية.
  • المعوقات النفسية والاجتماعية.

أساليب تقييم صعوبات الفهم القرائي

للتغلب على المعوقات؛ لا بدّ من تقييم الصعوبات التي تمكّن من تحديد الحاجيات التعليمية وتصميم الاستراتيجيات المناسبة للمتعلمين. من خلال  أساليب متنوعة ٍوشاملةٍ لفهم أعماق هذه الصعوبات ومعالجتها بفعاليةٍ. إليك أبرز هذه الأساليب:

التقييمات القياسية

 تشمل اختباراتٍ موحدةً تقيس مختلف جوانب الفهم القرائي، مثل الفهم اللفظي، القدرة على التحليل والاستنتاج، والسرعة القرائية. حيث توفر هذه التقييمات بياناتٍ مقارنةٍ مع المعايير العمرية أو التعليمية للمتعلمين.

ملاحظات المعلم

تعتمد على الملاحظة المباشرة للمتعلم أثناء القراءة والمناقشة في الصف. حيث يمكن للمعلمين تدوين ملاحظاتٍ حول سرعة القراءة، الفهم، والقدرة على الاستجابة لأسئلةٍ تتعلق بالنص.

المحافظ القرائية

تُعنى المحافظ القرائية بتجميع أعمال المتعلمين واستجابتهم لمختلف النصوص على مدى فترة زمنية، مما يوفر تقييماً متكاملاً عن تطور مهاراتهم القرائية ونقاط القوة والضعف لديهم.

المقابلات والاستبيانات

يمكن استخدام المقابلات والاستبيانات لجمع معلوماتٍ من المتعلمين وأولياء الأمور حول تجارب القراءة والتصورات الذاتية للصعوبات القرائية، ما يسهم في فهم الأبعاد النفسية والاجتماعية لهذه الصعوبات.

تحليل الاستجابات للقراءة

 يشمل هذا التحليل تقييم الاستجابات الكتابية أو الشفوية للمتعلمين  على أسئلةٍ تتعلق بالنصوص التي قرؤوها لتحديد مدى فهمهم وقدرتهم على تحليل النص وربطه بمعارفهم.

اختبارات الفهم الديناميكية

تُقيّم في هذه الطريقة إمكانية المتعلم على  تطوير فهمه للنص من خلال التفاعل المباشر والتدخل التعليمي الفوري، ما يساعد على تحديد الإمكانيات التعليمية للمتعلمين بدقة أكبر.

التحليل النفسي-تربوي 

يُستخدم لتحديد أي مشكلاتٍ عاطفيةٍ أو سلوكيةٍ قد تؤثر على الفهم القرائي، مثل القلق أو مشاكل الانتباه.

اطلع على طرق تدريس الفهم القرائي

اساليب تقييم صعوبات الفهم القرائي

تقنيات تقييم صعوبات الفهم القرائي

يُعدّ تقييم صعوبات الفهم القرائي خطوةً أساسيةً نحو تحديد الدعم المناسب للمتعلمين. ولا يتحقق ذلك إلا باتباع تقنياتٍ تبين مدى صعوبة الفهم. 

إليك بعض التقنيات المهمة في هذا المجال:

1. اختبارات الفهم المباشرة 

تركز هذه التقنية على على قدرة المتعلم على استرجاع معلوماتٍ محددةٍ من النص وإعادة صياغتها بكلماته الخاصة، ما يعكس فهمه السطحي للمادة المقروءة.

2. تحليل مستويات الفهم

يكون التحليل عن طريق استخدام أسئلةٍ مصمّمةٍ لتقييم مدى فهم المتعلم  للمعاني الضمنية والصريحة في النص، وقدرته على التحليل النقدي والاستنتاج.

3. تقييم الاستجابة للتدخل 

تركز هذه التقنية على مراقبة تفاعل المتعلمين مع استراتيجياتٍ تعليميةٍ محددةٍ وتدخلاتٍ لتحسين الفهم القرائي، ما يساعد في تحديد الأساليب الأكثر فعاليةٍ لكلٍّ منهم.

4. الملاحظة السلوكية 

وهي تقييمٌ دقيقٌ لسلوكيات القراءة أثناء النشاط القرائي، مثل التردد، إعادة القراءة، والتعبيرات اللفظية وغير اللفظية التي قد تشير إلى وجود صعوباتٍ.

5. المقابلات والمناقشات

تتم هذه الخطوة عن طريق إجراء مقابلات فرديةٍ أو جماعيةٍ مع المتعلمين لاستكشاف تجاربهم القرائية، والتحديات التي يواجهونها، وكيفية تفاعلهم مع النصوص.

6. استخدام اليوميات القرائية

تُعنى هذه الاستراتيجية بتشجيع المتعلمين على تدوين ملاحظاتٍ حول تجاربهم القرائية، بما في ذلك الصعوبات التي يلتقون بها وكيفية مواجهتهم لهذه التحديات.

7. تقييم القراءة الجهرية

يتمثل التقييم في الاستماع إلى المتعلمين أثناء قراءتهم بصوت عالٍ لتحديد الصعوبات في النطق، فهم النص، والتدفق القرائي.

8. التحليل الديناميكي للفهم القرائي

يعتمد التحليل الديناميكي على إجراء تقييمات قبل وبعد تدخلات تعليمية محددة لقياس تأثير هذه التدخلات على الفهم القرائي للمتعلمين.

اطلع على مهارات الفهم القرائي، اقرأ بطريقة أكثر ذكاءً

الغرض من تقييم الفهم القرائي

بمثل الفهم القرائي ركيزةً أساسيةً في عملية التعليم والتعلم، إذ إنه يهدف إلى تحقيق أهداف متعددةٍ تسهم في تعزيز القدرات القرائية للمتعلمين ودعم تطورهم التعليمي. لذا فالغرض من تقييم الفهم القرائي يتجاوز مجرد قياس مستوى المتعلمين  الحالي، ليشمل الأبعاد التالية:

  • تحديد الحاجات التعليمية للكشف عن نقاط القوة والضعف في مهارات القراءة لدى المتعلمين،  وتصميم خطط تعليميةٍّ مخصّصةٍ لتلبيتها.
  • توجيه الاستراتيجيات  التعليمية  من خلال تحليل نتائج  التقييم لتحسين الفهم القرائي، سواء على مستوى الفصل الدراسي أو من خلال الدعم الفردي.
  • تعزيز استراتيجيات القراءة  التي يتقنها المتعلمون وتلك التي يحتاجون إلى تطويرها.
  • تشجيع الانخراط الذاتي  والتفكير في المهارات  القرائية للمتعلمين؛  مما يحفزهم على تحديد أهداف تعليمية شخصية والعمل نحو تحقيقها.
  • تقديم ملاحظات بناءةٍ  حول الأداء  والإنجازات  وتقييم فعالية البرامج التعليمية والتدخلات المطبقة، مما يعزز المساءلة والتحسين المستمر للممارسات التعليمية.
  • دعم صنع القرار التعليمي على مستويات مختلفة، من التخطيط الدرسي اليومي إلى تطوير سياسات التعليم والتعلم على مستوى المدرسة أو النظام التعليمي.
الغرض من تقييم صعوبات الفهم القرائي

كيفية التغلب على صعوبات الفهم القرائي

من السهل الممتنع التغلب على صعوبات الفهم القرائي؛ إذ يتطلب ذلك نهجاً شاملاً يجمع بين التقييم الدقيق، التدخل المناسب، والمتابعة المستمرة. ومن الاستراتيجيات متعددة لمعالجة هذه التحديات بفعالية:

  • التقييم الشامل للمتعلمين لتحديد نقاط الضعف والقوة في مهاراتهم القرائية. ينبغي أن يشمل هذا التقييم الجوانب اللغوية، المعرفية، والنفسية التي قد تؤثر على الفهم القرائي.
  • تصميم برامج تدخل تعليميةٍ مخصصةٍ تلبي الاحتياجات الفردية لكل متعلم، تركز على تطوير مهارات الفهم القرائي الأساسية وتعزيزها.
  • توسيع حصيلة الكلمات لدى المتعلمين من خلال تعليم مفردات جديدة بطرق مباشرةٍ وغير مباشرةٍ، مما يساعد في تحسين الفهم القرائي.
  • تطوير مهارات التفكير النقدي من خلال  تشجيع المتعلمين على طرح أسئلة حول النصوص التي يقرأونها، تحليل الأفكار، وتقييم الحجج لتعزيز مهارات التفكير النقدي والاستيعاب.
  • تعليم المتعلمين استراتيجيات القراءة الفعالة مثل التنبؤ، التساؤل، الاستنتاج، وتلخيص المعلومات لتحسين فهمهم للنصوص.
  • توفير مواد قرائية وأنشطة تعليمية متنوعة تلائم مستويات القدرة المختلفة وتلبي الاهتمامات المتنوعة للمتعلمين.
  • توجيه المتعلمين خلال عمليات الفهم القرائي بتقديم تدريب محدد على كيفية التعامل مع النصوص وفهمها بشكل فعال.
  • تعزيز الثقة والدافعية لدى المتعلمين  من خلال توفير تجارب ناجحة وإيجابية في القراءة.

وفي ختام الحديث عن صعوبات الفهم القرائي، يستلزم التغلب عليها  نهجاً متكاملاً يجمع بين الفهم العميق للمشكلات وتطبيق استراتيجيات تعليمية مدروسة.  من خلال التقييم الدقيق والمستمر لمهارات القراءة وتوفير برامج تدخل مخصصة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين المعلمين، الأسر، والمجتمع،  لدعم المتعلمين في تجاوز هذه الصعوبات، وتحسين مهاراتهم القرائية بل وأيضاً تعزيز حبهم وشغفهم بالقراءة، مما يفتح أمامهم آفاقاً واسعة من المعرفة والإبداع.

الأسئلة الشائعة

من أساليب معالجة مشكلات الفهم؟

إن معالجة مشكلات الفهم  تشمل تطبيق أساليب تدريس تفاعلية تركز على تعزيز التفكير النقدي والتحليلي لدى المتعلمين . من خلال  تنويع المواد التعليمية واستخدام تكنولوجيا التعليم لتحفيز الاهتمام وتعزيز الفهم. كذلك، يعتبر تشجيع القراءة الواسعة والمنظمة وتوفير الدعم الفردي من خلال التدخلات المستهدفة أساسيين لتطوير مهارات الفهم لدى المتعلمين.

ما هي أسباب صعوبات القراءة؟

تنشأ صعوبات القراءة من تداخل عوامل متنوعة، كضعف الحصيلة اللغوية ومشكلات في الفهم النحوي، والعوامل المعرفية. بالإضافة  العوامل النفسية . كما أن البيئة التعليمية والمنزلية، التي قد تفتقر إلى الدعم الكافي والموارد التعليمية، تساهم في تعقيد هذه الصعوبات..

ما هي مظاهر صعوبات القراءة؟

 تتجلى في عدة جوانب قابلة للملاحظة، تشمل البطء الواضح في سرعة القراءة،والصعوبة في التعرف على الكلمات وفهم معانيها، بالإضافة إلى التحديات في استيعاب النصوص واستخلاص الأفكار الرئيسية والتفاصيل الداعمة. كما تظهر صعوبات في التسلسل القصصي وربط المعلومات بالمعرفة السابقة. هذه المظاهر تعكس غلباً تشمل  تحديات عميقة في مهارات الفهم القرائي، تتطلب تدخلات تربوية مستهدفة لتعزيز القدرات القرائية وتمكين المتعلمين من التغلب على هذه الصعوبات.

مصادر خارجية حول صعوبات الفهم القرائي

مقالات ذات صلة

بما أن مهارات التفكير الإبداعي تمثل الركيزة الأساسية للابتكار وحل المشكلات بطرقٍ غير تقليدية؛ أصبح لزاماً تطويرها. كيف ذلك؟ اقرأ مقالنا حول طرق تطويرها.
ما أهمية تعليم مهارات التفكير، إيجابياتها، معوقاتها؟ وكيف يمكنك التغلب عليها؟ إجابات هذه الأسئلة ومعلومات مفيدة في هذه السطور. اقرأ المقال لتعرف الإجابة!
اكتشف كيف يغير التفكير الإبداعي في التدريس شخصية المتعلم، ويحوله من متلقي سلبي إلى فاعل حقيقي في عملية التعلم المستمرة. اقرأ المقال لتفهم التحول
أحد الأسئلة التي قد  تدور في أدمغتنا. هي كيف يصبح الإنسان ناجحاً أو عبقرياً؟ نّ ما يميز البشر فيما بينهم هو مستوى مهارات التفكير التي يمتلكونها. 
الحل الابداعي للمشكلات أداة قوية تمكّنك من رؤية العالم بمنظور مبتكر، اكتشف كيف يحول التحديات الى فرص نجاح مغيراً سير حياتك الشخصية والمهنية بحلول غير تقليدية
فما هو مفهوم الفهم القرائي؟ عناصره؟ أنواع القراءة، وأهم نظريات الفهم القرائي. هذا ما ستجد الإجابة عليه في السطور التالية. تابع معنا لنتعلم معاً هذه المهارة. 
طور قدرتك على حل المشكلات بطرق غير تقليدية مبتكرة، تجاوز التحديات وتعقيداتها و اكتشف كيف يمكن للتفكير الإبداعي أن يغير مسار حياتك الشخصية ومسيرتك المهنية
تعليم الاطفال القراءة والكتابة الخطوة الأولى نحو مستقبل مشرق لطفلك. اكتشف أفضل الطرق لتطوير مهاراته اللغوية منذ الصغر وافتح له أبواب النجاح الشخصي والأكاديمي
اقرأ عن مفهوم التفكير وأهميته في العملية التعليمية، أهمية البيئة الصفية في تنمية مهارات التفكير، مميزات دمجها في التعليم، ودور المعلم في تنمية مهارات التفكير
الكورس غير متوفر

احجز مكانك الآن

املأ النموذج وسنتواصل معك عندما يصبح الكورس متاحاً

يمكنك الاتصال بنا عبر البريد الإلكتروني للحصول على تفاصيل التدريب

يمكنك الاتصال بنا عبر البريد الإلكتروني للحصول على تفاصيل التدريب