لم يعد يخفى على أحد أن اكتساب المهارات التعليمية الرقمية في قطاع التعليم والتدريب ينعكس حتماً على تكيفنا مع التكنولوجيا المتقدمة والاستفادة منها بدرجة أكبر كلما زاد إتقاننا لها؛  فامتلاك مثل  هذه المهارات ينعكس إيجاباً على عمليات التعلّم وأساليب التدريس، ويعزز الكفاءة المهنية للمعلمين والمدربين في المجتمع التكنولوجي المتطور.

كيف تساهم المهارات الرقمية في تعزيز عملية التعليم؟ ما هي المهارات الرقمية للمعلمين والمدربين؟ وكيف يمكن تطويرها لدى الكوادرالتعليمي والتدريبي؟ كل هذه التساؤلات تجد إجابتها في سطور مقالنا إن كنت مهتماً بمعرفة الإجابة عنها. 

أهمية اكتساب المهارات الرقمية للمعلمين والمدربين 

مع دخول التكنولوجيا جميع جوانب الحياة، صار  حاجةً وضرورًة أن تتعلم المهارات الرقمية ذات الصلة بمجالك، وتسعى دوماً إلى تطويرها التي نحرص في نيوفيرستي من خلال ورشاتنا وبرامجنا المتنوعة في التحول الرقمي المتسارع أن تجد فيها دوماً ما يناسبك.

فوجودك مثلاً في قطاع التعليم والتدريب، وامتلاكك للمهارات والأدوات الرقمية التي تتصل بعملك، ومتابعتك الدائمة لكل جديد يعود عليك بالمكاسب التالية:

1- تعزيز فاعلية العملية التعليمية لمتعلميك

عندما تستخدم التقنيات الرقمية والأدوات التعليمية الحديثة كالوسائط المتعددة، فأنت تُحسِّن من فعالية عملية التعلّم وجعلها أكثر قرباً وتفاعلاً وتشويقاً للمتعلمين الذين يتحدثون اللغة الرقمية ويفهمونها جيداً ويتفاعلون معها تلقائياً، ما يعني استيعاب أفضل للمحتوى التعليمي الذي تقدمه لهم.

2- توسيع حدود المعرفة لمتعلميك

تخيل معي الفائدة التي ستحصل عليها أنت ومتعلميك عندما يصبحون جزءاً حقيقياً من عملية التعلم، ويشعرون بكل تفاصيلها كما لو أنها حقيقة. بفضل التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز، تتسع مجالات المعرفة وتتحسّن تجربة التعلّم، ويصبح بمقدور متعلميك الاستكشاف، والتفاعل مع محتوى ثلاثي الأبعاد، ومحاكاة الواقع بشكلٍ يعزز المشاركة والتعلّم العملي الحقيقي.

3- تطوير مهارات التعاون والتواصل لدى متعلميك

عندما تمتلك هذه المهارات، فأنت تؤثر  -بشكل تلقائي- في متعلميك، وتدفعهم إلى تعلمها أيضاً وصولاً إلى إتقانها والتواصل بسهولة مع التكنولوجيا الرقمية داخل البيئة التعليمية وخارجها. ويمكنك -عندئذٍ- أن تدعوهم إلى الانضمام إلى منصات التعلم الإلكترونية للتعلم ذاتياً، أو التعاون في تنفيذ مشاريع تعليمية مشتركة، وتبادل المعرفة عبر الإنترنت بطريقةٍ تحسّن التواصل وتبني شبكة علاقات قويةٍ.

4- تحسين كفاءتك المهنية 

لا شك أن اكتسابك وتعلمك للمهارات الرقمية واستخدام الأدوات الرقمية المناسبة  ينعكس إيجاباً على كفاءتك الوظيفية وأساليب التدريس التي تطبقها مع متعليمك. فاستخدام التقنيات الحديثة في تحليل البيانات التعليمية، وتقديم التقييمات الفورية، وإنشاء محتوىً تعليميٍّ متنوعٍ ومبتكر. سيؤثر بالضرورة على جودة التعليم وتجربة التعلّم.

5- تهيئة متعلميك لسوق العمل المستقبلي

أن تُدخل التكنولوجيا في عملية التعلم تضع متعلميك أمام خيار استخدامها والتعامل معها، وتعلُّم كيفية العمل عليها واستخدامها بشكل صحيح، وأخيراً الشعور بالألفة مع هذه التكنولوجيا ليكونوا في نهاية المطاف مستعدين لدخول سوق العمل الذي أصبحت فيه التكنولوجيا مكوناً أساسياً للنجاح فيه، وقادرين على الوصول إلى آفاق أوسع من فرص العمل.

اطلع أيضاً: كيف تُفعّل دور المتعلم في العملية التعليمية

ما هي المهارات الرقمية الأساسية في قطاع التعليم والتدريب

وما دام وصلتّ في القراءة حتى هنا، فأنتَ مهتم في تطوير مهاراتك الرقمية.

لمساعدتك في ذلك، نقدم لك من خبرتنا في نيوفيرسيتي في مجال التعلم الرقمي أهم مهارات التعلم الرقمي التي عليك اكتسابها لتحقق النجاح الذي تتمناه في مجال التعليم أو التدريب؛

1- مهارة القراءة والكتابة الرقمية

 تعني هذه المهارة أن تكون قادراً على فهم المعلومات الرقمية، والتعبير عن الأفكار والآراء باستخدام الأدوات الرقمية مثل أن تعرف استخدام البرامج والتطبيقات بفعالية، وكتابة محتوى تعليمي رقميٍّ بطريقةٍ منظّمةٍ ومناسبةٍ .

2- مهارة التعامل مع الأجهزة الذكية والتقنيات الرقمية

أن تعرف كيف تتعامل مع التطبيقات والبرامج الرقميةٍ والأوات السحابية يعني أنك مؤهل لتوظيف هذه التقنيات للوصول إلى الموارد الرقمية، واستخدامها في عملية التعلم بدرجة عالية من الكفاءة. 

3- مهارة البحث والتقييم الرقمي

 وهي المهارة التي تعني أنك قادر على البحث واستخراج المعلومات الرقمية بفعّالية، والتحقُّق من مصداقيتها وصحتها. ويشمل ذلك مهارات البحث على الإنترنت وتقييم النتائج.

4- مهارة التعاون والاتصال الرقمي

عليك أن تتعلّم كيف تتواصل مع الآخرين رقمياً سواء عبر البريد الإلكتروني أو تطبيقات الدردشة المختلفة أو منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى عقد الاجتماعات الرقمية؛ فمهارة التواصل الرقمي هي بوابتك لتحقيق نجاحات أكبر في عملك.

5- تنظيم جداول البيانات

تحتاج أيضاً إلى تعلُّم مهارة تنظيم جداول البيانات رقمياً، فهذه المهارة أساسية في مجال التعليم والتدريب من أجل إنشاء جداول منظّمةٍ ومصممةٍ لتخزين بيانات متعلميك ومحتواك وإدارتها بشكلٍ فعّال. 

6- التحليل والتفسير الرقمي

وهي من المهارات العليا التي تتطلب فهماً عميقاً للبيانات والمعلومات الرقمية، والقدرة على تحليلها وفهم التوجهات والأنماط. فاكتسابك لهذه المهارة يعني قدرتك على الوصول إلى مصادر فريدة وفهمها ثم تقديم محتوى تعليمي وتدريبي متميز  وذي قيمة معرفية عالية وفائدة أكبر لمتعلميك.

7- التصميم وإنتاج المحتوى الرقمي

تُمكّنك هذه المهارة من إنشاء حقيبتك التعليمية وتعديل محتواها الرقمي من نصوص وصور وفيديوهات بما يحقق أهدافك التعليمية. ونحن في نيوفيرسيتي ساعدنا العديد من المدربين والمؤسسات التعليمية في تصميم حقائبهم التدريبية ونعلم تماماً أهمية امتلاك هذه المهارة في تحقيق النجاح الذي تأمله مع متعلميك.

8- الابتكار وحل المشكلات في العالم الرقمي

تتنوع هذه المهارة بين التفكير النقدي وتوليد الأفكار الإبداعية وإيجاد حلولٍ مبتكرةٍ للتحديات التي تُمكّنك من تحليل المعلومات وتقييمها وتوليد أفكارٍ جديدة.

اطلع أيضاً: التمكين الرقمي في قطاعي التعليم والتدريب

تطوير مهارات التعلم الرقمي في قطاع التعليم والتدريب

من أجل تطوير مهارات التعليم الرقمية في قطاع التعليم، من الضروري تطبيق نهج شامل يركّز على تمكين المعلمين والمتعلمين على حدٍ سواء. وإليك أهم الإستراتيجيات لتعزيز  هذه المهارات:

1- الاستثمار في تدريب المعلمين

يشمل هذا الاستثمار  تزويدهم بالمعرفة والمهارات التقنية لاستخدام الأدوات والمنصات الرقمية بكفاءةٍ في الوسط التعليمي والتدريبي عبر تقديم ورش عمل وندوات ودورات عبر الإنترنت للمعلمين والمدربين.

2- تعزيز التعاون والمشاركة

ويُحقق ذلك عبر  إنشاء منصاتٍ ومجتمعاتٍ تمكّن المعلمين من مشاركةٍ أفضل للممارسات وخطط الدروس والموارد وبالتالي تسهيل تبادل الأفكار والخبرات. وذلك من خلال المنتديات عبر الإنترنت أو شبكات المعلمين أو مجتمعات التعلّم المهنية.

3- توفير الوصول إلى التكنولوجيا

ويكون ذلك باستثمار المدارس في توفير اتصال إنترنت موثوقٍ به وأجهزةٍ كافيةٍ لتمكين المعلمين والطلاب من المشاركة في أنشطة التعلّم الرقمي. من خلال تجهيز الفصول الدراسية بأجهزة الكمبيوتر المناسبة، وضمان توفّر الاتصال بالإنترنت في جميع أنحاء المدرسة.

4- دعم تكامل المناهج الدراسية

يعد دمج التعلّم الرقمي في المناهج الدراسية خطوةً لا غنى عنها لتطوير المهارات الرقمية بين الطلاب. ما يستوجب من واضعي السياسات العمل بشكلٍ تعاونيٍّ مع المعلمين لتحديد فرص دمج الأدوات والموارد الذكية في خطط الدروس مع مواءمة الأنشطة التعليمية مع معايير المناهج وأهدافها.

5- تشجيع الابتكار والتجريب

يشجع تزويد المعلمين بتقنياتٍ جديدةٍ وتجربة طرق تدريسٍ مختلفةٍ إلى اكتشاف استراتيجيات تعلّمٍ تكنولوجيةٍ فعّالة. الأمر الذي يؤدي  إلى إكسابهم مزيداً من المرونة والدعم لتجربة الأدوات  الرقمية بطريقةٍ تحفّز الإبداع والمشاركة في الفصل الدراسي.

اطلع أيضاً: التعليم الرقمي بعد ChatGPT

التطبيقات الرقمية في التعليم

التطبيقات الرقمية في قطاع التعليم تمثل تقدماً هاماً في عالم التعليم اليوم، إذ تحمل معها أهمية كبيرة في تحسين جودة العملية التعليمية وتوفير تجارب تعلم مبتكرة. تساهم هذه التطبيقات في خلق نمط تواصل جديد بين المعلم والمتعلم، حيث يمكن للمتعلمين الوصول إلى المحتوى بسهولة وفهمه بشكل أفضل من خلال الوسائل المرئية والتفاعلية.

وتأثيرها في جدوى العملية التعليمية يظهر بوضوح من خلال تحفيز الاهتمام وزيادة مستوى التفاعل والمشاركة في الفصول الدراسية الرقمية. كما أنها تساهم في توفير تقييم فوري للأداء وتوجيه المتعلمين بشكل فعّال نحو تحسين مهاراتهم.

لضمان توظيق التطبيقات الرقمية في التعليم بشكل فعّال، يجب على المعلمين ومنتجي المحتوى الرقمي الاهتمام بالتصميم الجذاب والمحتوى الجيد. يجب أيضا مراعاة احتياجات ومستوى المتعلمين وتقديم محتوى متكيف يلبي تلك الاحتياجات. وفوق كل شيء، الالتزام بأخلاقيات استخدام التكنولوجيا في التعليم وحماية خصوصية البيانات لضمان تجربة تعليمية آمنة وفعّالة.

خدمات نيوفيرستي في مجال تمكين المهارات الرقمية

تقدّم نيوفيرستي خدمات وبرامج تدريب للمدرّبين والمعلمين لإكسابهم المهارات الرقمية الكفيلة برفع مستوى العملية التعليمية والتدريبية وتشمل:

• تعلُّم كيفية تصميم وتقديم دورات تعليم عن بعد جذّابة وفعّالة.
• تطبيق مبادئ التفكير التصميمي، لإنشاء حلول وأساليب تعليمية مبتكرة.
• التدريب على الانتقال من الصف التقليدي إلى الصف الافتراضي وإدارته.
• تسجيل المحتوى التعليمي ومعالجته، وتحريره لإنتاج محتوى تعليمي عالي الجودة.

نيوفيرستي الشريك الأمثل للمؤسسات التعليمية في الوطن العربي

نتوجه في نيوفيرستي إلى منطقتنا العربية انطلاقاً من حرصنا على الارتقاء بسوية التعليم والتدريب في المؤسسات التعليمية العربية حكومية أم خاصة، ولا سيما أننا نجمع بين الخبرة العملية والمعرفة الأكاديمية وكنا على مدى سنوات شركاء نجاح في العديد من المشاريع التي نفذناها في مجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

في الختام، يحتاج المعلمون إلى تزويدهم بالأدوات والمهارات الرقمية  الضرورية لقيادة الطلاب بنجاحٍ نحو الانتقال إلى نظامٍ تعليميٍّ ذكيّ. ومن خلال  تبني التكنولوجيا وتعزيز هذه المهارات يمكن إنشاء بيئةٍ تعليميةٍ ديناميكيةٍ وتحسين فرص التعلّم والتقدم المهني، وفتح باب الفرص لتحقيق النجاح في العصر الرقمي المعاصر

مصادر للاطلاع

• https://evolllution.com/programming/teaching-and-learning/the-importance-of-digital-skills-in-education/
• https://journals.sagepub.com/doi/full/10.1177/2158244019900176
• https://applieddigitalskills.withgoogle.com/en/learn
• https://rockcontent.com/blog/content-writer/
• https://blogs.adb.org/blog/make-transition-digital-learning-start-teachers