المواطنة كلمة تحمل معنى الانتماء إلى المكان الذي تقيم فيه؛ لكن في عصر التكنولوجيا، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة؛ فإنك تنتقل من المواطنة التقليدية إلى المواطنة الرقمية التي تعتبر امتداداً لها؛ إذ أصبح الفضاء الإلكتروني هو المكان الذي تفكر وتشعر وتتصرف فيه.
نقدم اليوم دليلاً شاملاً حول المواطنة الرقمية وسبل تحقيقها، متضمناً العناصر اللازمة لتحقيقها وأهميتها في عصرنا. ستتعرف أيضاً على أهدافها والمعايير الضرورية لتحقيقها، بالإضافة إلى ميزاتها وإيجابياتها وسلبياتها. سنلقي الضوء على المهارات المطلوبة ودورها في التعليم، مع ذكر حلول للوقاية من تهديدات الإنترنت والإجابة على الأسئلة الشائعة حول هذا الموضوع.
المواطنة الرقمية وسبل تحقيقها
مفهوم المواطنة الرقمية ونشأتها
عندما يُطرح مصطلح المواطنة الرقمية فالقصد هو مفهوم جديد يُعنى بإعداد مواطن رقمي مؤهل وقادر على استخدام التكنولوجيا الرقمية وتوظيفها بطرق سليمة وآمنة وفقاً لقواعد وضوابط سلوكية، ودينية، وأخلاقية، وقانونية، لإنشاء مجتمع رقمي صحي.
وأما نشأة هذا المفهوم فليس هنالك تاريخ محدد، ولكن يمكن القول أنه بدأ مع بدء انتشار الإنترنت وتطور التكنولوجيا الذي ترافق مع تزايد تواصل الأفراد بالعالم الرقمي وصولاً لمرحلة استدعت ظهور هذا المصطلح كاتجاه جديد ينظم آلية التواصل في المجتمع الرقمي.
العناصر الأساسية للمواطنة الرقمية
تتحقق المواطنة الرقمية من خلال توفر عدة عناصر أساسية
1- الوصول الرقمي
يُعتبر عنصراً أساسياً وحجر الزاوية في تكوين المواطنة الرقمية؛ يتعلق الوصول الرقمي بضمان توفير حقوق متساوية للجميع في الوصول واستخدام التكنولوجيا والمعلومات.
2- الاتصال الرقمي
يهدف الاتصال الرقمي إلى تحقيق تفاعل فعّال بين الأفراد من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وغيره، مما يعزز التواصل والتفاعل الفعّال في المجتمع الرقمي ويسهم في تيسير استخدام التكنولوجيا.
3- الثقافة الرقمية
تساعد الثقافة الرقمية على تعلُّم الأساسيات الرقمية وتطوير مهارات الفرد في استخدام التكنولوجيا. يشمل ذلك قدرة الفرد على تقييم المصادر الإلكترونية، وفهم مدى وصدق المعلومات المتاحة عبر الإنترنت، الأمر الذي يعزز المواطنة الرقمية ويحققها.
4- الأمان الرقمي
يشمل الأمان الرقمي استخدام أنظمة حماية البيانات، وبرامج مكافحة الفيروسات، وتوعية الأفراد حول مخاطر الإنترنت. يهدف هذا العنصر إلى حماية الأفراد من التهديدات الرقمية مثل الاحتيال عبر الإنترنت، وسرقة الهوية، والاختراقات السيبرانية.
5- التجارة الرقمية
تركز التجارة الرقمية على التفاعل الرقمي في عمليات البيع والشراء، وتهدف إلى توعية الأفراد بعمليات التسوق عبر الإنترنت والتحديات المرتبطة بها، مثل الحماية من الاحتيال وسرقة المعلومات الشخصية.
التجارة الالكترونية
6- قواعد السلوك الرقمي
يركز هذا العنصر على تعليم وتوجيه الأفراد ليكونوا مسؤولين في المجتمع الرقمي. وتتضمن استخدام لغة مناسبة عبر الإنترنت، والامتناع عن التعدي على حقوق الآخرين، واتباع معايير السلوك الإلكتروني.
7- الصحة والرفاهية والسلامة الرقمية
يشكل هذا العنصر جزءاً أساسياً من ناحية توعية الأفراد حول استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح لتجنب المشاكل الجسدية والنفسية، من خلال تعزيز نمط حياة صحي ومتوازن في عصر الرقمنة.
8- المسؤولية القانونية
تشمل المواطنة الرقمية أيضاً احترام القوانين الرقمية والامتثال للقوانين والتشريعات المتعلقة بالاستخدام الرقمي، سواء كانت قوانين حقوق الملكية الفكرية أو قوانين الخصوصية.
9- فن التعامل الرقمي (الإتيكيت الرقمي)
أحد أهم عناصر المواطنة الرقمية هو فن التعامل الرقمي من خلال وضع قواعد أساسية تحدد الطريقة التي تًستخدم فيها التكنولوجيا الرقمية.
أنواع المواطنة الرقمية
تتنوع أنواع المواطنة الرقمية وتعكس تطور الاستخدام الرقمي وتاثيره على المشاركة الاجتماعية والثقافية والسياسية. في هذا السياق، يمكن تقسيم المواطنة الرقمية إلى عدة أنواع:
الاستهلاك الرقمي
يشير إلى الأفراد الذين يستخدمون التكنولوجيا بشكل رئيسي لاستهلاك المحتوى الرقمي، مثل قراءة الأخبار عبر الإنترنت، وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، دون المشاركة الفعّالة في إنتاج المحتوى.
المشاركة الرقمية
يمثل هذا النوع من المواطنة الرقمية فئة الأفراد الذين يساهمون بنشر المحتوى الرقمي الخاص بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مدونات الإنترنت، أو حتى من خلال تقديم المشاركات والتعليقات البناءة على المحتوى الرقمي الآخر.
المشاركة في اتخاذ القرارات الرقمية
يتعلق هذا النوع من المواطنة بالمشاركة في عمليات اتخاذ القرار على الإنترنت، سواءً عبر التصويت الرقمي، أو المشاركة في الحملات الرقمية لدعم قضايا معينة.
التربية الرقمية
تشمل هذه الفئة الأفراد الذين يسعون لتعزيز مهاراتهم في مجال استخدام التكنولوجيا وفهم أساسيات الأمان الرقمي وحقوقهم وواجباتهم عبر الإنترنت.
المشاركة في التنمية الرقمية
يضم هذا النوع شريحة الأفراد الذين يعملون على تعزيز التنمية الرقمية في مجتمعاتهم، مثل تقديم الدورات التعليمية الرقمية، أو دعم المشاريع التكنولوجية التي تعزز التقدم الرقمي وتحقق المواطنة الرقمية.
النشاط السياسي الرقمي
يتعلق بالمشاركة في النقاشات والحملات السياسية عبر الإنترنت، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي حول قضايا سياسية.
أهمية المواطنة الرقمية وأهدافها
تستقي المواطنة الرقمية أهميتها من أهدافها في تحقيق تواصل فعّال ومشاركة فاعلة في المجتمع الرقمي، مع التركيز على تعزيز الوعي والأمان وتمكين الأفراد للمشاركة الفعّالة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فزيادة عدد مستخدمي الإنترنت فرض تشكيل مجتمع رقمي يفتح أفاقاً واسعة في مجالات متعددة، وتفرض في الوقت ذاته أهمية التصرف بمسؤولية والالتزام بالمعايير والقوانين المعترف بها لضمان تطور هذا المجتمع بشكل إيجابي وآمن.
وأما أهدافها فتتمحور حول زيادة الوعي بمخاطر التكنولوجيا، وتعزيز الأمان الرقمي وحماية البيانات الشخصية، إلى جانب تعزيز المشاركة الفعّالة في المجتمع الرقمية، والسلوكيات الإيجابية لضمان بيئة رقمية خالية من العنف والتنمر؛ لتحقيق تفاعل فعّال ومشاركة فاعلة في عالم التكنولوجيا الحديثة.
معايير المواطنة الرقمية
هناك عدة معايير من المهم توفرها في سبيل تحقيق المواطنة الرقمية ومنها:
- الاعتراف بحقوق الملكية الفكرية: بما في ذلك عدم نشر المحتوى المحمي والطبع والنشر دون إذن.
- الوعي التقني: فهم التكنولوجيا واستخدامها بشكل فعّال، مع تحديث الوعي بآخر التطورات التكنولوجية.
- التفاعل الاجتماعي الرقمي: التفاعل الإيجابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمشاركة في المحتوى الرقمي.
- الأمان الرقمي: تحقيق مهارات وسلوكيات تأمين البيانات الشخصية والتحكم في خصوصيتها أثناء التفاعل عبر الإنترنت.
- التفكير النقدي الرقمي: تقييم المعلومات الرقمية بشكل نقدي وفهم مصادرها وجودتها.
- التربية الرقمية: اكتساب مهارات التكنولوجيا والأدوات الرقمية من خلال التعلم المستمر والتطوير الشخصي.
- الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا: الامتثال للمبادئ الأخلاقية في استخدام التكنولوجيا، وتجنب الممارسات التي قد تكون ضارة أو غير أخلاقية.
- حقوق المستخدم الرقمي: الوعي بحقوق المستخدم الرقمي، مثل حق الخصوصية وحق الوصول إلى المعلومات.
- المشاركة السياسية الرقمية: المشاركة في العمليات السياسية الرقمية وفهم كيفية التأثير على صنع القرار العام.
- مقياس المواطنة الرقمية لتحديد مستوى تحقيق الأفراد لمعايير المواطنة الرقمية.
ميزات المواطنة الرقمية
تشتمل مميزات المواطنة الرقمية تمكين المواطنين من الوصول الفوري إلى مصادر المعلومات عبر الإنترنت، مما يعزز الفهم والتوعية بالقضايا المحلية والعالمية، ويعزز التواصل والتفاعل الفعّال بين الأفراد والمشاركة في الحوارات العامة.
كما تسهم في تحسين الديمقراطية وشفافية القرارات الحكومية، مما يوفر الوقت والجهد للمواطن، بالإضافة إلى تحسين جودة الحياة من خلال التعليم الرقمي والرعاية الصحية الإلكترونية والحفاظ على الأمان والخصوصية للمعلومات الشخصية. وتساهم أيضاً في توفير منصة للابتكار والريادة الأعمال وفرص اقتصادية جديدة، بالإضافة إلى فرص التعلم المستمر وتطوير المهارات من خلال الموارد الرقمية والدورات عبر الإنترنت.
إيجابيات وسلبيات المواطنة الرقمية
تعالج المواطنة الرقمية الكثير من المشكلات، ولكن لا بد من بعض التأثيرات الجانبية السلبية التي بالإمكان تجنبها بالفهم الواعي لمفهومها.
إيجابيات المواطنة الرقمية
- سهولة الوصول للمعلومات والمصادر التعليمية عبر الإنترنت.
- تعزيز التواصل الاجتماعي وبناء شبكات قوية.
- دعم المشاركة الديمقراطية والتصويت الرقمي.
- تيسير الإجراءات الإدارية مع الحكومة الإلكترونية.
- تحفيز الابتكار وريادة الأعمال.
- تمكين التعلم المستمر وتطوير المهارات عبر الإنترنت
سلبيات المواطنة الرقمية
- تعميق الفجوة الرقمية بين أصحاب الوصول الواسع ومن يفتقرون له.
- خطر الأمان الرقمي من الاختراقات وسرقة الهوية.
- فقدان الخصوصية وجمع البيانات الشخصية دون تنبؤ.
- انتشار الأخبار الزائفة بشكل أسرع.
- الإدمان على الإنترنت وتأثيره السلبي على الصحة النفسية.
- تهديدات أمان الأطفال وتحدياتها الرقمية.
- فقدان المهارات التقليدية والتفاعل الشخصي مع اعتماد كبير على التكنولوجيا.
مهارات المواطنة الرقمية الاتصال الرقمي
لكي تكون مواطناً رقمياً، تحتاج إلى اكتساب المهارات التالية:
- الوعي التقني: فهم أساسيات التكنولوجيا والقدرة على التعامل مع الأجهزة والبرمجيات والتطبيقات الرقمية.
- البحث الرقمي: مهارات البحث الفعّال عبر الإنترنت للعثور على المعلومات الموثوقة والموارد المناسبة.
- الأمان الرقمي: فهم مفاهيم الأمان الرقمي واتخاذ التدابير اللازمة لحماية البيانات الشخصية والحفاظ على خصوصيتها.
- المشاركة الاجتماعية الرقمية: القدرة على المشاركة بشكل فعّال في وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل الرقمي مع الآخرين.
- حل المشكلات الرقمية: القدرة على التفاعل مع التحديات التقنية وحل المشكلات الرقمية بطرق فعّالة.
- إدارة الوقت الرقمي: القدرة على إدارة الوقت أثناء استخدام التكنولوجيا وتحديد الأولويات الرقمية.
- التفاعل بأمان: تطبيق ممارسات السلامة عبر الإنترنت والتعامل بحذر مع المحتوى الرقمي.
- الالتزام بالأخلاقيات الرقمية: الفهم الجيد للمسائل الأخلاقية المتعلقة بالتكنولوجيا، واتباع سلوكيات رقمية أخلاقية في التفاعل الرقمي.
- التحكم في إدارة الأجهزة والتطبيقات: فهم استخدام الإعدادات الخصوصية على الأجهزة والتطبيقات، والتحكم في إعدادات الأمان والخصوصية.
- التحلي بالمرونة التكنولوجية: التكيف مع التغيرات التكنولوجية وتعلم استخدام تقنيات وأدوات جديدة بسرعة.
حلول المواطنة الرقمية للوقاية من مخاطر الانترنت
تكمن مخاطر الانترنت في عدم توفر المهارات اللازمة للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، والتي قد تؤدي إلى مشاكل بعضها يوصف بالخطيرة؛ وخاصة تلك المتعلقة باختراق الخصوصية وسرقة البيانات وانتحال الشخصيات.
إليك بعض الحلول والتوجيهات التي يمكنك اتباعها لتعزيز ممارسات المواطنة الرقمية وتحقيقها والوقاية من مخاطر الإنترنت:
- عزز دوماً فهمك لمفهوم الأمان الرقمي والمخاطر المحتملة على الإنترنت.
- ابقَ على اطلاع دائم بشأن أحدث التهديدات الرقمية وكيفية التعامل معها.
- استخدم كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب على الإنترنت وحدثهم بصورة دورية
- حدث برامج الحماية والنظام الخاص بك لضمان استفادتك من أحدث التحديثات والتصحيحات الأمانية.
- فعّل خاصية المصادقة الثنائية على حساباتك عندما يكون ذلك ممكناً لزيادة الأمان.
- تحقق دائماً من مصدر الروابط والرسائل الإلكترونية قبل النقر عليها، وتجنب التفاعل مع المحتوى الغير معروف.
- اضبط إعدادات الخصوصية على وسائل التواصل الاجتماعي والخدمات الرقمية للتحكم في من يمكنه الوصول إلى معلوماتك الشخصية.
- احترس من الاحتيال الإلكتروني: كن حذرًا من رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية المشكوك فيها التي قد تكون محاولات احتيال.
- فعّل خيارات الأمان على الأجهزة التي يستخدمها الأطفال ووجههم حول كيفية التصرف على الإنترنت بشكل آمن.
حلول الموطنة الرقمية للوقاية من مخاطر الانترنت
المواطنة التعليميّة-التعلّميّة الرقميّة
ما يهمنا في المواطنة الرقمية هو دورها في قطاع التعليم ولا سيما التعليم عن بعد، الذي نفخر في نيوفيرستي أننا من أوائل الداعمين لهذا التوجه التعليمي الجديد والمتابعين له باستمرار.
فالمواطنة الرقمية في التعليم تشير إلى القدرة على استخدام التكنولوجيا الرقمية بشكل فعّال ومسؤول في سياق التعلم والتعليم؛ فهي تمثل مفهوماً شاملاً يتعلق بمهارات استخدام التكنولوجيا لأغراض التعلم، والتفكير النقدي حيال المحتوى الرقمي، والأخلاقيات الرقمية، والتفاعل الاجتماعي الرقمي داخل البيئة الصفية.
اطلع أيضاً: المواطنة الرقمية في الفصول الافتراضية
المواطنة الرقمية تحديات وآمال
فمع تزايد المخاوف حيال حماية البيانات والأمان الرقمي، والتهديدات الأمنية وتأثير التحول التكنولوجي السريع الذي يعزز فجوة التقنية والتمييز الرقمي، تبقى المحاولات مستمرة من أجل توفير فرص لتعزيز التواصل الاجتماعي والمشاركة المدنية، وتعزيز التعليم الرقمي والفرص الاقتصادية عبر الإنترنت.
الأسئلة الشائعة حول المواطنة الرقمية
1- كيف يمكن تحقيق المواطنة الرقمية في حياتنا
يمكننا تطبيق المواطنة الرقمية في حياتنا باتباع مجموعة من الخطوات والممارسات التي تعزز الوعي والمشاركة الفعّالة في العصر الرقمي، من خلال تعلم التكنولوجيا و تعزيز الوعي الرقمي، والمشاركة الفعّالة عبر الشبكات الاجتماعية، إضافة إلى تحفيز المواطنين على المشاركة في العمليات الديمقراطية الرقمية، وكيفية الحفاظ على الخصوصية الشخصية،و تعزيز تطوير المهارات الحياتية المتعلقة بالعمل الرقمي.
2- كيف يمكن تحقيق المواطنة الرقمية في المجتمع؟
يمكننا تحقيق المواطنة الرقمية مجتمعياً عن طريق توفير البنية التحتية الرقمية؛ لتمكين المواطنين من الوصول السريع والموثوق إلى الخدمات الرقمية، وتوفير فرص التدريب على المهارات الرقمية للمواطنين، وتشجيعهم على المشاركة الإلكترونية في عمليات اتخاذ القرار وفي الحياة العامة،إضافة إلى ضمان الأمان الرقمي للمواطنين، من خلال تبني أفضل ممارسات الأمان السيبراني وحماية البيانات الشخصية و تعزيز الحوكمة الرقمية من خلال وضع سياسات وقوانين تحقق توازنًا بين استخدام التكنولوجيا وحقوق المواطنين.
3- ما الأثر الذي يقع حال غياب المواطنة الرقمية
يمكن أن يؤدي غياب المواطنة الرقمية إلى آثار سلبية كبيرة على المجتمع والفرد على حد سواء؛ و من خلال خبرتنا في يونيفيرسيتي، نلمس دوماً -ولا سيما في منطقتنا العربية- الفجوة الرقمية الكبيرة بين الأفراد والمجتمعات. إضافة إلى فقدان الفرص الوظيفية بسبب عدم وجود مهارات رقمية، حيث يتطلب الكثير من الوظائف الحديثة فهماً جيداً للتقنية، بل قد يمتد إلى أبعد من ذلك من خلال تهديدات أمان البيانات و ضعف التفاعل الاجتماعي في عصر تعتمد الحياة اليومية على التكنولوجيا.
آثار غياب المواطنة الرقمية
4- ما هو تقييم الوضع الحالي للمواطنة الرقمية
يشهد العالم تحولاً كبيراً نحو المواطنة الرقمية في ظل التطورات الهائلة في مجال التكنولوجيا والإنترنت، إذ يظهر العديد من البلدان تبنّي استراتيجيات رقمية تهدف إلى تحسين تواصل المواطنين مع الحكومة وتقديم الخدمات بشكل أفضل، مع الإشارة طبعاً إلى الفقر الرقمي الذي تعاني منه منطقتنا التي ما تزال تحتاج إلى جهود مكثفة لسد هذه الفجوة التي تكبر يوماً بعد يوم.
5- ما هي قيم المواطنة الرقمي
تتجسد المواطنة الرقمية بتطبيق القيم التي تجعلها سهلة التحقيق، من خلال الشفافية والاحترام للخصوصية، والامتناع عن جمع أو نشر المعلومات الشخصية بدون إذن والمسؤولية عن الأفعال الرقمية.
إضافة إلى المشاركة في المجتمع الرقمي بطريقة إيجابية وبناءة، والتفاعل بشكل حضاري مع الآخرين عبر الوسائط الرقمية والتعلم المستمر، مواكبة التحولات الرقمية وفهم تأثيرها على المجتمع والتسامح الرقمي. مشاركة الابتكارات التكنولوجية التي تسهم في تحسين الحياة
ختاماً، تبني مفهوم المواطنة الرقمية يعكس -بالضرورة- استعدادنا للمشاركة بفعالية في التطور التكنولوجي وتشكيل مستقبلنا الرقمي، وتحقيق التوازن بين الاستخدام الذكي للتكنولوجيا والحفاظ على القيم الإنسانية سيكون أساساً لتحقيق مجتمع رقمي مستدام ومزدهر. وأخيراً يبقى أن تشاركنا -عزيزي القارئ- موقفك من هذا المفهوم الجديد للمواطنة؟ وهل تتفق أنه سيكون بديل حقيقي وأكثر نجاح عن المواطنة بمفهومها التقليدي؟