تجاوزت التكنولوجيا الحديثة الحدود الجغرافية لتصل إلى أقاصي العالم، مما أتاح للأفراد التواصل بشكل لم يكن له مثيل في الماضي، إلا أنها أفرزت تحديات جديدة أهمها التنمرالإلكتروني الذي بدأ يهدد حياة الأفراد على المستويين الشخصي والاجتماعي. حرصاً منا على المسؤولية المجتمعية في العالم الرقمي، نناقش هذه الظاهرة في مقال اليوم؛ التنمر الإلكتروني: أسبابه وأضراره وطرق العلاج والوقاية منه، بالإضافة إلى إجابات على أهم الأسئلة الشائعة حول هذه الظاهرة الرقمية المعاصرة.
التنمر الإلكتروني
معلومات عن التنمر الإلكتروني
يبرز مصطلح “التنمر الإلكتروني” كظاهرة تحمل في طياتها أبعاداً مظلمة تستحوذ على الأفراد في عالم الشبكة العنكبوتية. فماذا تعرف عن التنمر الإلكتروني؟
ما هو مفهوم التنمر الإلكتروني؟
التنمر الرقمي هو نوع من التنمر يحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية من خلال استخدام التكنولوجيا لتوجيه هجمات أو تحرش نحو الأفراد.
يأتي هذا النوع من التنمر في أشكال مختلفة منها الفردي والجماعي لأغراض مختلفة مثل نشر الإشاعات والتجسس، مسبباً أضرار نفسية واجتماعية.
ما الفرق بين التنمر التقليدي والتنمر الإلكتروني؟
يشترك النوعان في الغرض، مع الاختلاف في وسيلة التنمر وطبيعته.
ولتوضيح الأمر إليك أهم الفروقات ليكون التمييز بينهما سهلاً بالنسبة إليك:
الشكل والسياق
بينما يكون التنمر التقليدي في مظاهر جسدية أو لفظية، يأتي التنمر الرقمي في مظاهر رقمية لفظية عبر رسائل نصية أو بصرية في هيئة صور أو مقاطع الفيديو المخلة)، أو تنمر اجتناعي عبر منصات السوشيال ميديا.
الوصول والتأثير
قد يكون التنمر التقليدي محدوداً لفئة معينة من الأفراد في سياق محدد؛ والكلام طبعاً لا يشتمل التنمر على الإنترنت الذي قد يصل إلى جمهور أوسع، ويترك تأثيراً أطول بفضل وسائل التواصل الرقمية وسرعة انتشار المحتوى عبر الإنترنت.
التوثيق
من الصعوبة بمكان توثيق توثيق حالات التنمر الرقمي في الواقع ولا سيما مع اقتصاره على أطراف هذه الظاهرة، ولكن التنمر الرقمي يجعل هذا الأمر أسهل مع التقنيات الرقمية.
أسباب التنمر الإلكتروني
تتعدد الدوافع وراء حالات التنمر على الإنترنت؛ ولكن أبرز هذه الدوافع التي يُجمع حولها يمكن حصرها فيما يلي:
- الانتقام: قد يكون الانتقام أحد أهم دوافع التنمر الإلكتروني التي يُلجأ إليه بشكله الرقمي بسبب صعوبة القيام به بل وربما استحالته على أرض الواقع.
- الغيرة والحسد: لا غرابة في ذلك مع تحول العالم الرقمي ومنصات السوشيال ميديا لعرض تفاصيل الحياة اليومية بطريقة مبالغ فيها تثير المشاعر السلبية لدى الآخرين.
- نقص الثقة بالنفس: قد يدفع هذا الشعور صاحبة إلى تعويض نقصه في العالم الرقمي الذي يشغل فيه حيز كبير من وقته فيمضيه في مضايقة الآخرين.
- العزلة الاجتماعية: يلجأ بعض الأفراد إلى الأنشطة عبر الإنترنت كوسيلة للتواصل أو جذب الإنتباه؛ الذي قد يتحول أحيانا ً إلى سلوك يظهر على شكل تنمر إلكتروني كتعويض عن وحدتهم.
- تأثير الوسائط الاجتماعية: إذ تسهم منصات التواصل الاجتماعي في خلق وتعزيز الكثير من المشاعر السلبية لدى مستخدميها. تنعكس على سلوكياتهم في البيئة الرقمية وأحدها التنمر بأشكاله المختلفة.
- تكوين المجموعات: يظهر التنمر الإلكتروني كتعبير عن رغبة المتنمر في الانضمام إلى مجموعة أو تعزيز الهوية الجماعية.
- التأثير الثقافي والاجتماعي: تسهم العوامل الثقافية والاجتماعية في تشجيع بعض الأفراد على التنمر الإلكتروني عبر الإنترنت بناءً على قيم أو سلوكيات مجتمعية معينة.
أنواع وصور التنمر الإلكتروني
مع اختلاف الدوافع وراء التنمر الأون لاين، تتباين صوره وأشكاله. فكيف تتوقع أن يأتي؟ إليك أهم أنواعه:
التنمر اللفظي
يشتمل التنمر الرقمي اللفظي جميع أشكال التهديدات الإلكترونية عن طريق إرسال رسائل تهديد عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي. ونشر تعليقات أو منشورات تحتوي على كلمات جارحة أو إهانات.
التنمر البصري
يكون هذا النوع من التنمر من خلال نشر الصور شخصية أو مهينة، أو نشر صور محرجة دون إذن أو نشر مقاطع فيديو تستهدف تشويه صورة أحد ما دون موافقته.
التنمر الاجتماعي
يأتي التنمر الاجتماعي في شكل بنشر أخبار كاذبة أو إشاعات بهدف التشويه، أو عبر استهداف مجموعة معينة لأغراض اجتماعية.
التنمر المهني
يشتمل هذا النوع من التنمر الإلكتروني التشويه المهني بنشر معلومات زائفة عبر شبكة الإنترنت بهدف تدمير السمعة المهنية لأحد ما.
التنمر العاطفي
يكون التنمر العاطفي الرقمي عبر التهديد بالعزل الاجتماعي، أو التهديد بالانفصال أو إبعاد الشخص عن الجماعة الاجتماعية.
التنمر الجنسي
يكون التنمر الأون لاين على صورة التحرش الجنسي عبر الإنترنت عبر إرسال رسائل جنسية غير مرغوب فيها أو نشر محتوى إباحي.
أنواع وصور التنمر الالكتروني
ما هي آثار وأضرار التنمر الرقمي؟
يمكن أن يسفر التنمر على الإنترنت عن أضرار نفسية واجتماعية خطيرة. لذلك جمعنا في هذه الفقرة أهم الآثار والأضرارالتي يسببها التنمر الإلكتروني حتى تكون مستعداً ومتهيئاً -عزيزي القارئ- لأي حالات مستقبلية قد تتعرض لها أو أحد من يهمك أمرهم:
- تأثيرات نفسية كالقلق، والاكتئاب، وفقدان الثقة بالنفس. والانتحار في بعض الحالات
- تأثيرات اجتماعية كحالات العزلة الاجتماعية، وصعوبة التفاعل مع الآخرين وبناء صداقات.
- تأثيرات أكاديمية ومهنية كتراجع أداء المتعلمين، أو تدمير السمعة المهنية وخسارة الفرص على الصعيد المهني أو الأكاديمي.
- تأثيرات جسدية: مثل الصداع والأرق، والتوتر العصبي. وزيادة مستويات الإجهاد الجسدي والنفسي.
طرق الوقاية والعلاج من التنمر على الإنترنت
والآن، وصلنا سوياً إلى السؤال: كيف يمكن أن أتفادى وأتعالج من التنمر في حال التعرض له؟
إليك بعض الاقتراحات، ونبدأ مع الوقاية من التنمر الإلكتروني ثم العلاج:
الوقاية من التنمر الإلكتروني:
- التوعية من خلال تعزيز التوعية حول خطورة التنمر الإلكتروني وآثاره السلبية، وتشجيع الأفراد على التفاعل الإيجابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- تعزيز الثقافة الرقمية الإيجابية من خلال تشجيع الأفراد على التفاعل بإيجابية واحترام الآخرين عبر الإنترنت، ونشر القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية في العالم الرقمي.
- حماية الخصوصية عبر توعية الأفراد بأهمية حماية خصوصيتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيعهم على استخدام إعدادات الخصوصية وضبطها بشكل دوري.
العلاج من التنمر الإلكتروني:
- التبليغ الرسمي عبر إبلاغ السلطات المعنية والمنصات الرقمية عن التنمر الإلكتروني لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
- البحث عن المساعدة المهنية من خلال الاستعانة بخدمات المساعدة النفسية والاجتماعية للمساعدة في التغلب على التأثيرات النفسية للتنمر.
- التدريب على التحكم العاطفي عن طريق توفير التدريب على مهارات التحكم في العواطف لمساعدة الأفراد على التعامل مع آثار التنمر.
الأسئلة الشائعة حول التنمر على الإنترنت
ما هي علامات التنمر الإلكتروني؟
من حسن الحظ أن علامات التنمر يمكن كشفها بسهولة؛ إذ أن المتعرض للتنمر غالباً ستطرأ عليه تغييرات تشمل سلوكه العاطفي، وأدائه الأكاديمي، وسلوكياته الاجتماعية، ونمط نومه وغذائه. إضافة إلى العديد من المشكلات النفسية كالاكتئاب ، التوتر، والقلق.
كيف نقضي على التنمر الإلكتروني؟
يتطلب مكافحة التنمر الإلكتروني تعاون وتنسيق بين الأفراد والمجتمع ومقدمي الخدمات الرقمية.، بالإضافة إلى العمل على نشر الوعي والتركيز على السلوكيات الإيجابية عبر الإنترنت، ووضع سياسات فعّالة تشجع على الإبلاغ عن حالات التنمر والتعاون مع مقدمي الخدمات.
كيف تتعامل مع التنمر الإلكتروني؟
في مواجهة التنمر الإلكتروني، تحدث مع أحد الموثوق بهم، ولا تتردد في الإبلاغ عن تعرضك للتنمر.، ولا تنسى أن تحتفظ بأدلة التنمر.من المفيد أيضاً أن تلجأ إلى الدعم النفسي، وتطور مهارات التحكم العاطفي لديك.
من هم ضحايا التنمر الإلكتروني؟
يمكن اعتبار ضحايا التنمر الإلكتروني أي أفراد -باختلاف أعمارهم- يتعرضون للتنمر عبر وسائل الإنترنت أو الهواتف المحمولة