مع التطورات التكنولوجية و تغير أنماط التعليم؛ والتي غالبا ما تخلق فجوات في العملية التعليمية، بين ما يحتاجه المعلم من أدوات وتنمية للمهارات، وبين البنية التحتية المعرفية للمتعلم وما تتطلبه من تطوير، وإيجاد حلول مبتكرة لهذه المشكلات التي غالبا ما تكون متجددة في زمن الحداثة.
وانطلاقاً من مؤسستنا التعليمية يونيفرستي، ومن حيث أننا نعتمد التفكير التصميمي كمنهج أساسي في العملية التعليمية . نقدم في مقالنا اليوم شرحاً عن عملية التفكير التصميمي في التعليم، مميزاته،وأهميته للمعلمين، مراحله، وكيفية تسخيره لخدمة العملية التعليمية. وسينال المتعلمون حصة من هذا المقال بتوضيح كيفية استخدامهم استراتيجية التفكير التصميمي، إضافة إلى ضرورة تعزيز التعليم باستخدام Chat Gpt، ونضع بين أيديكم أهم الأدوات لتطبيق التفكير التصميمي في التعليم. فهيا لنبدأ سوياً.
ماهي عملية التفكير التصميمي في التعليم؟
يحتاج التعليم إلى طرق جديدة لإعداد الأفراد والمجتمعات، لمواجهة العديد من التحديات المتغيرة في القرن الحادي والعشرين.
في عالم اليوم – الذي يتسم بالرقمنة والسرعة المتزايدة والتعقيد – أثبت التفكير التصميمي نفسه باعتباره نهجًا قويًا للابتكار. يساعد في تطوير حلول تعليمية مبتكرة ومرنة، تلبي احتياجات المعلمين والمتعلمين بطريقة فعالة وإبداعية.
هذا النهج المتفرد بفاعليته، يعزز التعلم التفاعلي والمشاركة، ويسهم في خلق بيئات تعليمية أكثر استجابة وتكيفًا مع التحديات المستمرة. يمكن تطبيقه في مجالات متنوعة مثل تطوير المناهج، تحسين البيئات التعليمية، وتصميم الأدوات التعليمية؛ مما يساعد في تحسين جودة التعليم وتجربة المتعلمين.
اطلع على:التفكير التصميمي، لماذا هو مهم؟
مميزات التفكير التصميمي في التعليم
إن كنت أحد أطراف العملية التعليمية- معلماً أو متعلماً- فإننا نسلط الضوء لك على مميزات التفكير التصميمي في التعليم، وما يحدثه من تأثير إيجابي في العملية التعليمية. نذكر لك بعضاً من هذه المزايا:
- يساعد التفكير التصميمي في تطوير حلول تعليمية تلبي احتياجات المتعلمين بشكل فعال، مما يزيد من فرص النجاح والتحصيل الدراسي.
- يشجع المعلمين والمتعلمين على التفكير خارج الصندوق،مما يساهم في بناء ثقافة الابتكار.
- يساعد المتعلمين في التعامل مع المشكلات المعقدة، وإيجاد حلول إبداعية لها.
- يشجع على العمل الجماعي والتعاون بين المعلمين والمتعلمين.
- يسمح التفكير التصميمي بتكييف الحلول التعليمية لتناسب الاحتياجات المتغيرة، مما يجعل العملية التعليمية أكثر مرونة وفعالية.
- يتيح التجريب والتكرار إمكانية التحسين المستمر للحلول التعليمية.
- يشجع التفكير التصميمي المتعلمين على التفكير النقدي والتحليل العميق للمشكلات .
لماذا يحتاج المعلمون إلى التفكير التصميمي؟
كمعلم؛ أنت بحاجة إلى التفكير التصميمي في التعليم!! لماذا ؟؟ هذا ما ستخبرك به السطور التالية. تابع معنا !!
يساعد التفكير التصميمي المعلمين في مايلي:
1.مواجهة التحديات المعقدة:
و لعل من أهمها؛ التنوع الثقافي، والفروق الفردية بين المتعلمين، إضافة إلى التغيرات التكنولوجية. يمكّن التفكير التصميمي المعلمين من التعامل مع هذه التحديات بطريقة منهجية وإبداعية.
2.تحسين التعليم والتعلم:
من خلال التفكير التصميمي، يمكن للمعلمين تطوير استراتيجيات تعليمية أكثر فاعلية، تلبي احتياجات المتعلمين المتنوعة؛ مما يخلق بيئات تعليمية فاعلة ومتفاعلة.
3.تطوير حلول مخصصة:
كل فصل دراسي ينفرد بتحدياته وفرصه؛ وهنا يساعد التفكير التصميمي المعلمين، على تصميم حلول مخصصة، تلائم احتياجات فصولهم الدراسية الخاصة.
4.تعزيز الابتكار في البيئة التعليمية:
المعلمون الذين يتبنون التفكير التصميمي، يميلون لتجربة أساليب تعليمية جديدة وتقنيات تعليمية مبتكرة؛ مما يساهم في تطوير ثقافة الابتكار داخل المدارس.
5.تحقيق نتائج تعليمية أفضل:
من خلال التركيز على إيجاد حلول خاصة بالمتعلم ، يمكن للمعلمين تحقيق نتائج تعليمية أفضل، بما في ذلك تحسين الأداء الأكاديمي وزيادة الدافع لدى الطلاب.
6.تجديد النشاط المهني:
يلهم التفكير التصميمي المعلمين ؛ مما يساعدهم على إعادة اكتشاف شغفهم بالتعليم وتجديد حماسهم المهني.
مراحل التفكير التصميمي للمعلمين
والآن وصلنا إلى مراحل التفكير التصميمي في التعليم؛ والتي تساعد على دمج هذا النهج الإبداعي والمنهجي في الممارسات التعليمية عبر هذه المراحل:
التعاطف
وهو أول خطوة من مراحل التفكير التصميمي، ويكون بالفهم الحقيقي لما يحتاجه ويشعر به المتعلمون، و يتحقق من خلال الملاحظة، المقابلات، أو استبيانات، للتعرف على تجاربهم وتحدياتهم.
تحديد المشكلة
بعد جمع المعلومات، تحدد المشكلات الرئيسية التي يواجهها المتعلمون، وتعد خطوة مهمة لتركيز الجهود على ما يحتاج منها إلى تحسين.
توليد الأفكار
تتولد الأفكار بطرح أساليب مختلفة، لحل المشكلات المحددة، كالعصف الذهني، التعديل، الدمج، التكييف، الإزالة.
النمذجة الأولية
تحدد بعض الأفكار، وتحول إلى نماذج أولية بسيطة؛ تساعد على فهم كيفية تطبيق الحلول في الواقع.
الاختبار
تجرب هذه النماذج في الفصل الدراسي، وتجمع التغذية الراجعة من المعلمين والمتعلمين، لتحسين النماذج الأولية.
التكرار
بعد التغذية الراجعة، تأتي خطوة تعديل وتحسين الحلول، قد تتكرر هذه الخطوة عدة مرات للوصول إلى أفضل نتيجة.
التنفيذ
بمجرد الحصول على حل جيد؛ تطبق الحلول المحسنة في البيئة التعليمية الدراسية، عن طريق تطوير خطط تنفيذية، ووضع الاستراتيجيات. إضافة إلى دمج الحلول في الممارسات اليومية للفصل الدراسي، وتقييم الأثر على المدى الطويل.
كيف يمكنك تسخير التفكير التصميمي في العملية التعليمية؟
يمكن تسخير التفكير التصميمي في العملية التعليمية بخطوات واضحة ومحددة:
التعرف على احتياجات الطلاب:
- ابدأ بفهم الطلاب: ماذا يحتاجون، ما يجدونه صعبًا، وما يثير اهتمامهم.
- استخدم استطلاعات الرأي، المقابلات، والملاحظات لجمع هذه المعلومات.
تحديد المشكلات التعليمية:
- استنادًا إلى فهمك لاحتياجات الطلاب، حدد المشكلات الرئيسية التي يواجهونها في التعلم.
ابتكار الحلول:
- فكر في طرق مبتكرة لحل هذه المشكلات، ولا تخف من الأفكار الجديدة والمبدعة.
- نظم جلسات عصف ذهني مع زملائك، أو حتى مع الطلاب لتوليد أفكار.
تطوير نماذج أولية:
- اختر بعض الأفكار، و حولها إلى نماذج أولية؛ لاستخدامها كخطط لدروس جديدة، أنشطة، أو حتى أساليب تقييم.
- النماذج الأولية لا تحتاج أن تكون مثالية، المهم هو أن تكون قابلة للتطبيق.
اختبار وتقييم النماذج:
- جرب هذه النماذج في الفصل الدراسي، وراقب كيف يتفاعل معها الطلاب.
- اجمع التغذية الراجعة من الطلاب والزملاء لمعرفة ما يعمل وما لا يعمل.
تحسين وتكرار:
- استخدم الملاحظات التي تلقيتها لتحسين النماذج. ربما تحتاج إلى تعديل الأفكار أو تجربة أشياء جديدة.
- كرر العملية حتى تجد الحل الأمثل.
تنفيذ الحلول:
- بمجرد أن تجد حلًا يعمل جيدًا، طبقه على نطاق أوسع في فصولك الدراسية.
- شارك نجاحاتك مع زملائك، وفكر في كيفية تطبيق هذه الحلول في سياقات تعليمية أخرى.
تقييم الأثر:
- بعد تطبيق الحلول، قم بتقييم تأثيرها على التعلم والتحصيل الدراسي للطلاب.
- يمكنك استخدام الاختبارات، ملاحظات الطلاب، وملاحظات الأداء لقياس هذا الأثر.
التأقلم المستمر:
- كن مستعدًا لتعديل الحلول وفقًا للتغيرات في احتياجات الطلاب أو الظروف.
- التفكير التصميمي هو عملية ديناميكية تتطلب التكيف المستمر.
كيف يستخدم المتعلمون استراتيجيات التفكير التصميمي؟
لا تقتصر استراتيجيات التفكير التصميمي على المعلمين فقط؛ بل يمكن للمتعلمين تبنيها في عدة سياقات، بما في ذلك التعليم العالي، والتدريب العملي، والمشاريع الشخصية. إليك استخدام استراتيجيات التفكير التصميمي للمتعلمين:
تعريف المشكلة
يبدأ المتعلمون بتحديد المشكلة أو التحدي الذي يواجههم، حيث يتعين عليهم فهم جذور المشكلة، وتأثيرها على السياق الذي يعملون فيه.
تجميع المعلومات
تُجمع المعلومات ذات الصلة بالمشكلة، من مصادر متنوعة، ويتعين على المتعلمين فهم احتياجات وتوقعات الجماهير المستهدفة.
التفكير الإبداعي
يُستخدم التفكير الإبداعي لتوليد أفكار جديدة، وغير تقليدية، ومن أهمها؛ التفكير خارج الصندوق لاقتراح حلول غير تقليدية.
تحليل وتصنيف الأفكار
يقوم المتعلمون بتقييم وتحليل الأفكار المطروحة؛ لتحديد مدى توجيهها لحل المشكلة. إضافة إلى تصنيف الأفكار وتحديد الأفكار الواعدة التي يمكن تطويرها.
إنشاء نماذج وتجارب
إن إنشاء نماذج أو تجارب صغيرة، يعد خطوة ضرورية في سياق الحياة الواقعية؛ للاستفادة من نتائج التجارب لتعديل وتحسين الحلول المقترحة.
استمرار التحسين
اتباع نهجٍ تفاعليٍّ من خلال استمرار تحسين الحلول بناءً على التجارب، والتغذية الراجعة، و يتمثل التحسين المستمر في ضبط الحلول بناءً على تغيرات السياق، أو اكتشافات جديدة.
تعزيز التعليم باستخدام ال Chat Gpt
إن استخدام أدوات مثل ChatGPT في تعزيز التعليم؛ يمكن أن يكون له تأثير كبير ومفيد في تحسين التعليم . إليك بعض استخدامات Chat GPT في العملية التعليمية:
- توفير تفسيرات وشروحات للمواد الدراسية
- المساعدة في الواجبات المنزلية
- التدريب على الكتابة وتحرير النصوص
- تعلم اللغات
- تطوير مهارات التفكير النقدي
- المساعدة في مراجعة المواد الدراسية
- تقديم موارد تعليمية إضافية
- تشجيع التعلم الذاتي
أهم الأدوات لتطبيق التفكير التصميمي في التعليم
إن تطبيق التفكير التصميمي في التعليم، يعتبر أمرًا مهمًا لتحسين عمليات التعلم،و وتحسين تجربة الطلاب. فيما يلي بعض الأدوات المهمة التي يمكن استخدامها في تطبيق التفكير التصميمي في التعليم:
- Moodle: نظام إدارة التعلم يسمح بإنشاء محتوى تفاعلي ومشاركة المهام.
- Adobe Creative Cloud: يتضمن Photoshop و Illustrator وغيرها لتصميم محتوى جذاب.
- Canva: منصة سهلة الاستخدام لتصميم الرسومات والملصقات والعروض التقديمية.
- Figma: منصة تصميم تعاونية تسمح للمستخدمين بالعمل على نفس الملف في الوقت الحقيقي.
- Google Analytics for Education: لفهم سلوك المتعلمين وتحليل أداء الموارد التعليمية.
- UserTesting: يسمح لك باختيار تصميم التعلم الخاص بك من خلال تجارب المستخدم.
- Slack: للتواصل والتعاون بين الفرق التعليمية.
- Microsoft Teams: لإدارة الدوريات والتفاعل بين المعلمين والمتعلمين.
خاتمة
وفي النهاية من المهم أن تدرك أن التفكير التصميمي هو عمل إبداعي، وأن عملية تصميم وخلق بيئة تعليمية فاعلة، هو فن هادف ومقصود. وإذا كان الهدف تغيير التعليم والتعلم لجعله أكثر ملاءمة، وفاعلية، ومتعة بالنسبة لجميع المعنيين؛ يجب أن يكون المعلمون في قلب أي عملية تصميم للمؤسسة الأكاديمية، أو للأنظمة التعليمية.
الأسئلة الشائعة حول التفكير التصميمي: رؤية مستقبلية للتعليم المبتكر
لماذا نوظف التفكير التصميمي في التعليم؟
من خلال عملية التفكير التصميمي، نحن نقوم بتجويد عملية التعليم والتعلم وخلق بيئة تعليمية جاذبة. هذا ويمكن التواصل بشكل أفضل مع الزملاء والطلاب، وتحديد المشكلات في المناهج الدراسية، واختبار الحلول المحتملة، ومن ثم وضع خطط مناهج جديدة.
كيف يساهم التفكير الإبداعي في التعليم؟
أن تعليم التفكير الإبداعي له أهمية كبيرة، لما له من دور مهم في تطوير المجتمعات ورقيها، ومساهمته في إيجاد الحلول الجديدة للمشكلات اليومية للأفراد وللمجتمع، كما أن تعليم التفكير الإبداعي للتلميذ يكسبه القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات السليمة.
كيف يمكن استخدام استراتيجيات تعليم التفكير من قبل المعلم؟
تتضمن استراتيجيات ما قبل التدريس إدخال المفاهيم والمحتوى قبل الدرس الفعلي. يمكن القيام بذلك من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب ، مثل المحاضرات أو مقاطع الفيديو أو القراءات أو المناقشات. الهدف من استراتيجيات ما قبل التدريس هو تزويد الطلاب بفهم أساسي للمادة قبل أن يُطلب منهم القيام بالعمل الفعلي في الدرس.